وهذه الخلافة المرموقة هي التي تشعر المسئولية الهامة لحدّ ينتفض منها أوّل الخلفاء وأعد لهم بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حين يقرء رسول الله (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ .. وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) فانتفض علي (عليه السلام) انتفاض العصفور ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما شأنك تجزع؟ فقال : ومالي لا أجزع والله يقول انه يجعلنا خلفاء الأرض؟! فقال له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) : لا تجزع والله لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق» (١).
__________________
ـ في القائم من آل محمد عليهم السلام هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا إلى الله عز وجل فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض وفيه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال قال ابو جعفر (عليه السلام): والله لكأني انظر إلى القائم (عليه السلام) وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ـ الى ان قال ـ : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ ..) فيكون أوّل من يبايعه جبرئيل (عليه السلام) ثم الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا فمن كان ابتلي بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه وهو قول امير المؤمنين (عليه السلام) : هم المفقودون عن فرشهم وذلك قول الله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قال : الخيرات الولاية.
(١) المصدر ٩٥ عن امالي الطوسي باسناده الى عمران بن الحصين قال : كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعلي جالس إلى جنبه إذ قرء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): (أَمَّنْ يُجِيبُ ...) ومثله محمد بن عباس عن عمران عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) والمفيد في الأمالي عنه وانس بن مالك قال لما نزلت الآيات الخمس في طس «امّن جعل الأرض قرارا الآيات انتفض علي انتفاض العصفور فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مالك يا علي! قال : عجب يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من كفرهم وحلم الله عنهم فمسحه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بيده ثم قال : أبشر فانه لا يبغضك مؤمن ولا ـ