وكيف يستند إلى آية الخلافة الكاشفة السوء بدعاء المضطرين ، في فرض الطاعة للخلافة الخلاعة السوء ، التي هي سوء على سوء للمضطرين؟!
كلا! وإنها دعوة خير استئصالا لضر وشر وكما يروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله حين يسأل يا رسول الله الام ندعو؟ قال : أدعو لي الله وحده الذي إن نزل بك ضر فدعوته كشف عنك ، والذي إن ضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك ، والذي إن أصابك سنة فدعوته أنزل لك» (١).
وهذه مصاديق متعودة فردية للضر والشر ، ثم أضر منها وأقفر ما المضطرون إلى كشفه عنهم أفقر وهو السلطة الصالحة في خلافة الأرض ، وقمتها العالية المنتظرة لكافة المستضعفين المؤمنين الخلافة المهدوية العالمية عليه كل سلام وتحية ، ف «يجعلكم» هنا ليست لتعني فقط الجعل التشريعي دون تكوين ولا التكويني دون تشريع ، لأن كلّا دون الآخر لا يكشف به السوء الجماهيري المترقب من الخلافة الصالحة ، فانما واقع الخلافة الشرعية هو الذي يكشف به ذلك السوء ، وللمخاطبين في «يجعلكم» درجات حسب القابليات والفاعليات ثم و «يجعلكم» هذا هو نتيجة أدعية المضطرين بمن فيهم المستأهل لهذه الخلافة ، دعوات مقرونة بمحاولات صالحة لاجتثاث الخلافة عن الطالحين واختصاصها بالصالحين بمراتبهم ودرجاتها.
فالله هو المجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، وبالمآل
__________________
ـ هو ـ بشرها لماذا استسلموا له دون معارضة ممكنة؟.
(١) المصدر اخرج احمد وابو داود والطبراني عن رجل من بلجم قال قلت يا رسول الله إلى م ...