عليه وآله وسلم) حول قيادة الأمة الإسلامية وإمارتها : كما و «قام اليه (عليه السلام) رجل فقال : أخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عنها؟ فقال : لما انزل الله سبحانه قوله (الم أَحَسِبَ النَّاسُ ...) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا علي! إن امتي سيفتنون من بعدي ، فقلت : يا رسول الله أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وأحيزت عني الشهادة فشق ذلك عليّ فقلت لي : أبشر فإن الشهادة من ورائك ، فقال لي : إن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا؟ فقلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البشرى والشكر ، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا علي! سيفتنون بعدي بأموالهم ويمنّون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع ، قلت : يا رسول الله فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك ، أبمنزلة ردّة ام بمنزلة فتنة؟ قال : بمنزلة فتنة» (١).
__________________
ـ وفي ارشاد المفيد وقد جاءت الرواية انه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايعه جاء رجل الى امير المؤمنين (عليه السلام) وهو يسوي قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بمسحاة في يده وقال له : ان القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم وبدر الطلقاء للعقد للرجل خوفا من ادراككم الأمر؟ فوضع طرف المسحاة على الأرض ويده عليها ثم قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ. أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ).
(١) نور الثقلين ٤ : ١٤٨ في نهج البلاغة وقام اليه ... وفي ملحقات احقاق الحق : قال ـ