بعد «مودة» الرحمة الزائدة بعد الولادة بالولائد وبين الوالدين ، أم هي تأثر نفساني إيجابيا بمودة ، وسلبيا حين يرى الزوج زوجه بحاجة مدقعة أمّاهيه من حرمانات ، فيحاول في جبرها قدر المستطاع ، كما بالنسبة للولائد الصغار ولافتقارهم وصغارهم.
ومن ناحية اخرى كلما ولّى الشباب توارى معه الجمال ، وضعفت القوة الجنسية ، والذرية تجبر ذلك التواري والانكسار حيث تظهر أنوار الرحمة المتوارية وراء ظلمة الشبق والشهوة فلا تزال الرحمة تزداد عطفا بينهما بشأن الذرية وبشأنهما كمنشأين للذرية ، وهذه هي الرحمة بعد المودة.
ثم (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ ..) هي آية الرحمة الرحمانية خلقا لنا ، وآية الرحمة الرحيمية أن جعل لنا أزواجا من أنفسنا ، وأخرى هيه (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) وثالثة ان خلق لنا بزواجنا مواليد ، إخراجا لأحياء من ميتات المياه المنوية ، وهذه الأخيرة هي من آيات المعاد انكم (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ).
فالخلق العجيب الإنساني بكل حذافيره فردية وجماعية ، جسمية وروحية أماهيه ، إنه آية تحوي آيات آفاقية وأنفسية بشتات رحمات الله (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فيها ، ثم بعد هذه الآيات القريبة في أعماقنا ، التي نعيشها في ذواتنا وذاتياتنا وصفاتنا وكل حيوياتنا ، هنا نقلة إلى واسع الكون ككل :
__________________
ـ منك؟ قالت : أبي ، قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ، ففعلت ذلك ، فقالت يا رسول الله وما فعل فلان؟ فقال : وما هو منك؟ فقالت : اخي فقال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد ففعلت ذلك ثم قالت يا رسول الله ما فعل فلان؟ فقال : وما هو منك؟ قالت : زوجي ـ قال : احمدي الله واسترجعي فقد استشهد فقالت : وا ويلا فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما كنت أظن ان المرأة تجد بزوجها هذا كله حتى رأيت هذه المرأة!.