اللهِ)(٣٠) (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (١٠ : ١٠٥) (أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (١٢ : ٤٠).
وهنا عرفات سبع تصد عن جهالات سبع ، تحملها آية الفطرة بمواصفاتها الست ، فرضا لمنطلق الدعوة : الرسول الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) (فَأَقِمْ وَجْهَكَ ..) وإلى الناس أجمعين كضابطة سارية تعم كافة المكلفين : (فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها).
والصاروخ الركوب ، المنطلق به بينها في هذه الرحلة للطائر القدسي الإنساني هو (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) وسائر السبع زاده في طريقه الشاقة الطويلة المليئة بالأشلاء والدماء.
وهذه الست المستفادة بسابعها من آية الفطرة هي : ١ ـ معرفة النفس ، ٢ ـ وحبها ، ٣ ـ ومعرفة الوجه ٤ ـ ودينه ، ٥ ـ وحنافته ، ٦ ـ وإقامته ، ٧ وسابعها هي الفطرة.
فما لم تعرف نفسك كما هي حسب إمكانيتك لم تحبّها كما يصح ويحق ، ومن ثم تتعرف إلى الدين القيم ، وإلى الوجه وإقامته ، وإلى الحنافة نفسا ودينا ووجها وإقامة أماهيه ، فتكمل سفرتك إلى الله بمنطلق الفطرة التي فطر الله ، فإلى التنقيب عن آيتها جملة وتفصيلا ، ابتداء بجملتها :
«فأقم» يا رسول الهدى في معترك العقائد والآراء بين هابطة حابطة خابطة ، وبين صالحة عاقلة رائعة بما لها من حجج بالغة ، فانه (هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٢٧ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٢٨ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ