إلى هنا ، وقد عرفت نفسك وأحببته مشيا على صراط مستقيم دون إكباب على وجهك ، ثم عرفت وجهك بوجوهه وإقامته فيها ، يجب ان تعرف «الدين» المتوجّه إليه كخامسة الخطوات فما هو الدين؟
الدين في أصله هو الطاعة ، وهو هنا طاعة الله لأعلى مراتب التسليم ، فهو الإسلام ، ولا إسلام إلّا بالتوحيد فهو التوحيد ، ولا توحيد إلّا بولاية الله تكوينا وتشريعا ، بدء وعودا ، وولايته عبودية و «إلى هاهنا التوحيد» حيث يشمل دين التوحيد والتوحيد الدين : اصول الدين بفروعه.
وإلى سادسة هي عشيرة العشرة «حنيفا» فلتكن حنيفا مائلا عن الضلالة الى الاستقامة في معرفة نفسك وحبها ووجهها وإقامتها والدين المتّجه إليه ، حيث الجنف في ايّ من هذه يخسرك في رحلتك ، والحنف يربحك فيها ، ومهما كان الإنسان حنيفا بذاته فقد يقصّر أو يقصر فيبدل حنفه إلى جنف :
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ثم وبصيغة سائغة واجب الحنافة ان تكون في هذه الرحلة عشيرة لعشرة كاملة بين العرفات السبع والوجوه السبعة ، باستثناء الحنافة نفسها لأن حنافتها تحصيل للحاصل اللهم إلّا كشفا عن غطاءها حيث تحسب الجنف حنفا إذ يحسب ضلاله هدى! وباستثناء الفطرة لأنها حنيفة في ذاتها ، والوجه فانه منقسم الى سبعة محسوبة في العشرة ، ووجه الروح فانه وجهان من الوجوه السبعة ، فهذه العشرة العشيرة مع الحنافة هي الروح : ١ ـ بمعرفته ، ٢ ـ وحبه وهما وجه الروح ، ٣ ـ وإقامته ، ٤ ـ ومعرفة الدين ، ٥ ـ ووجه الحس ، ٦ ـ والعقل ، ٧ ـ والصدر ، ٨ ـ والقلب ، ٩ ـ واللب ، ١٠ ـ والفؤاد.
تلك عشرة كاملة مكملة إذا كانت عشيرة الحنف مهما كانت درجات ،