ضر مسّه أم سواها.
ولما ذا (إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) بعد الانابة وذوق رحمة منه؟ :
(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ٣٤.
لا يعني إشراكهم عند الرحمة انقلاب الفطرة عن الله الى سواه ، فانما هو غفلة عامدة ، وغفوة عائدة ، مصلحية الحفاظ على إشراكهم بالله (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) بعد ما آمنوا ، كفرانا فكفرا ، وهنا يوجّه إليهم خطاب العتاب. «فتمتعوا» بما أذقناكم من رحمة تمتّع الحيوان وأحون ، وهذا نهي صارم بصيغة الأمر ، يوجّه إلى من لا يجديه نهي ولا أمر حين يتخلف عن فطرته وعقليته وشرعته ، تجاهلا عن كل ذلك كأنه لا يعلم (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) في البرزخ والقيامة ام وهنا في الرجعة او قبلها «تعلمون» عين اليقين وحق اليقين ، برؤية العذاب وذوقه بما كنتم تكفرون.
في العنكبوت «ليتمتعوا» بعد «ليكفروا» وهنا «فتمتعوا» بيان لموقف هذا الأمر ، انهم يشركون بغية الكفر والتمتع ، فليؤمروا بما ابتغوا كنهي صارم بصيغة الأمر إذ لا أسماع تصغي ولا قلوب تعي ف (ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ).
(أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) ٣٥.
أتدلهم فطرتهم أو عقليتهم أو شرعة الله إلى اشراكهم؟ (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) آخر غير سلطان التكوين فطرة وعقلية ، وسلطان التشريع في كل شرعة «فهو» السلطان المتخلف عن مثلث السلطان (يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) فما هو ذلك السلطان؟! أم هل يجوز أن ينزل عليهم سلطانين متناقضين في التوحيد والإشراك ، ام لهم سبيل الى نكران مثلث السلطان الدال على التوحيد ، ولا سيما فطرت الله التي فطر الناس عليها.