يخرج من خلاله ، ذلك من مبشّرات الرياح المبشّرات ، أفردت بالذكر فصلا بعد وصل لأنها أهم بشارات الرياح (إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).
فمن فاعليات الرياح انها تثير سحابا من المياه بما تحمله من الأبخرة المائية ، فكما بقر الحرث تثيره ، كذلك السحاب تثير حرث الأبخرة قلعا من الكتل المائية على وجه الأرض «فيبسطه» الله (فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) (٣٥ : ٩).
(وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) : ويجعل الله السحاب المبسوط في السماء : كسفا : قطعا ركاما فوق بعض : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) (٢٤ : ٤٣).
والودق هو بداية المطر ، يخرج من خلال السحاب كأنها غرابيل ، ثم يصبح الودق مطرا نزيرا ام غزيرا (فَإِذا أَصابَ) الله (بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) برحمة الماء من السماء.
(وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) ٤٩.
وما هو المرجع لضمير الغائب في «من قبله»؟ أهو الودق وقد أغني عنه من قبل ب «من قبل»! ولا فصل بعيدا يقتضي التكرار! وليس الإبلاس الإياس إلّا من قبل الرياح! أم إنه «السحاب»؟ فكذلك الأمر معنويا مهما صح لفظيا! ..
انه إرسال الرياح المؤوّل من (يُرْسِلُ الرِّياحَ) ـ : وان كانوا من قبل ان