ينزل عليهم الودق من قبل إرساله الرياح لملبسين.
(فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ٥٠.
«فانظر» نظرة العبرة النبهة بصرا وبصيرة (إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ) الودق المطر (كَيْفَ يُحْيِ) به (الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) كيفية متواترة مرئية ليل نهار ، أن يضم رحمة السماء إلى رحمة الأرض ببذر ، وكل الثلاث ميتة بمفرداتها ، ثم تحصل الحياة بجمعيتها كما يشاء الله «إن ذلك» الرحمن الرحيم القدير «لمحيي الموتى» أيا كانت وأيان ، وأهمها لإحياء يوم الحساب فإنه قضية عدله مهما كان سائر الإحياء في سائر الأحياء قضية فضله.
(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) ٥١.
هذا الريح هو ريح العذاب حارا ام باردا يصفّر به الزرع عن اخضراره ، وترى «فرأوه» تعني الريح؟ وليس لريح العذاب كما سواه لون! ولو كان وهو مصفر فصالح التعبير عنه «ريحا مصفرا ـ أو ـ اصفر»! ولم يوصف الريح فيما وصف بأي لون اللهم إلّا بفاعلية العذاب : (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) (٣ : ١١٧)(٣٧).
مرجع الضمير هو الزرق أو مطلق النبات المعلوم من السياق (أَرْسَلْنا رِيحاً) بعد إرسال الرياح «فرأوه» : النبات المخضّر بالمطر الحاصل عن إثارتها السحاب ، رأوه مصفرا (لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) كفرانا برحمته السابقة السابغة ، ام وكفرا به.
__________________
(٣٧) «جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ» (١٠ : ٢٢) «قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ» (١٧ : ٦٩) «الرِّيحَ الْعَقِيمَ» (٥١ : ٤١) «بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ» (٦٩ : ٦).