حقا بكونه ترجمانا بالغا لكل نواميس الكون ، ترجمة قيمة مستقيمة كأنها هي الصورة الواقعية عن واقع الوجود.
حقا بما يحققه ويطبقه من صلات أصيلات بين العالمين وما بينهم وما حولهم من قوى ، ما ظهر منها وما بطن ، دون اى تنافر وتفاوت وتهافت.
حقا يرسم منهاج الحياة لأعلى قممها المقصودة المرموقة ، ملائما مواتيا كل طاقاتها وإمكاناتها ، كل نزعاتها وحاجاتها ، معالجا كل ما يعتورها من آفات وعاهات وابتلاءات.
وحقا لا يزداد على تقدم العقل والعلم إلّا بهورا وظهورا (بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ ..) وتراهم في هذه الفترة الخالية عن الإنذار ، كانوا مكلفين دون شرعة تحكمهم ، فيتساءلون إذا ناكرين موقفهم من فصيلة الرسالة : (... رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) (٢٠ : ١٣٤) (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (٤ : ١٦٥)؟.
انهم مهما لم يعيشوا الإنذار الرسولي في هذه الفترة لم يكونوا ليخلوا عن الإنذار الرسالي ، ام ولأقل تقدير الإنذار الفطري والعقلي وهما قد يكفيان حجة للتوحيد الحق ، ولأن الإنذار الرسولي أقوى من الرسالي ، وهو ايضا أقوى من العقلي والفطري ، فلا يهلكون بعذاب في الفترة الرسولية والرسالية ، حيث الحجة ليست صارمة يستحقون بها العذاب حين يتخلفون : (وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى ، وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) (٢٠ : ١٣٤).
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى