وكلّ يلعن الآخر وهم زملاء في الإشراك (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) (٧ : ٣٨).
ثم و (مَأْواكُمُ النَّارُ) عابدين ومعبودين ، آباء وأبناء ، أتباعا ومتبوعين ، وزملاء في الإشراك ، وذلك ثالوث العذاب : ١ يكفر بعضكم ببعض ويلعن ، ٢ وان مأواكم النار ، وهي مجمع كل الأودّاء في الشرك! ٣ (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) مما اتخذتم أوثانا من دون الله وسواها ، رغم ما جمعتم من جمعكم في ذلك الإشراك (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ).
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ٢٦.
«آمن له» ليست لتعني ما تعنيه «آمن به ـ آمن معه ـ آمنه» فكلّ من هذه الأربع تعني ما تخصه من معنى حسب نوعية التعدية كما هي قضية الفصاحة.
ف «آمن به» هي كأصل الإيمان هو الإيمان بالله ، وكوسيط هي الإيمان برسول الله ، من أمته ككل امة ، ومن رسل برسول كمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) (٣ : ٨١) فليس يؤمن رسول برسول حيث الرسالة هي بنفسها ايمان بالله دون وسيط ، اللهم إلّا تجاه محمد وهو رسول الرسل ، و «آمنه» جعله في امن هو خاص بالله وهو (الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ..) وهو مجازيا ان تؤمن خائفا عما يخاف ، لا أن تجعله في أمتك كما الله.
و «آمن معه» تعني معية الايمان بالله كما الإسلام معه (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢٧ : ٤٤) ـ (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (١١ : ٤٠).
و «آمن له» هو ايمان بالله لرسول يدعو إلى الله ، ايمانا لصالح الموكب الرسالي أن يصبح من أعواد الرسالة وأعضاد الرسول ، بعد ما كان مؤمنا