جواب مثلث عن (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) فيه بيان الحكمة والسبب والمبرر لتلك الشهادة العجيبة :
١ ـ (أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) وماذا تعني «كلّ شيء» ولا نسمع شيئا ينطق إلا أنفسنا كعادة ، وإلا أعضاءنا هنا كخارقة العادة ونحن نتساءلها (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا)؟.
أترى «كل شيء» هنا هم سائر الشهداء من الأرض بفضائها والملائكة والأنبياء ، وقد شهدوا من قبل شهادتها ولمّا تشهد الأعضاء ، إذا ف «كل شيء» تعرّفوا إلى شهادتها قبل هذا الموقف ، وهي مخصوصة بالأشياء الشاهدة لا كل شيء ، الأشياء التي عشناها في حياة التكليف ، وما كنا نظنّ أن أعضاءنا سوف تشهد علينا ، ولكن الله الذي أنطق هؤلاء الشهداء خلاف العادة ، هو الذي أنطقنا ونحن أقرب الشهداء فأحق بالشهادة وأحرى.
وشهادات الأعضاء كما سائر الشهداء هي شهادات عينية وحتى اللسان إذ تبرز منه الكلمات التي تكلمها (١) فالأعضاء ـ إذا ـ هي مسجّلات
__________________
ـ أحدكم فخذه وكفه وتلا (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) ، أقول لا تناسب الآية مستندا ل «فخذه وكفه» الا ان يعمها «جلودكم» والفخذ كناية عن العورة.
(١) تفسير البرهان ٤ : ١٠٨ ح ٢ علي بن ابراهيم انها نزلت في قوم تعرض عليهم اعمالهم فينكرونها فيقولون ما علمنا شيئا منها فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم قال قال الصادق (عليه السلام) فيقولون لله يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا وهو قول الله (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) هم .. فعند ذلك يختم الله على ألسنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله ويشهد البصر بما نظر إلى ما حرم الله وتشهد اليدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم الله ويشهد الفرج بما ارتكب مما حرم الله ثم أنطق ـ