المقدور هو ما تتعلق به القدرة لصلوحه ، أو يمكن أن تتعلق به لإمكانه ، وأما المعلوم فيكفيه تعلق العلم فيشمل المحالات الذاتية ، وكما يشمل الممكنات ، ليس لأن العلم أوسع من القدرة ، وإنما لأن المقدور أضيق من المعلوم ، لا لنقصان في القدرة ، وإنما لقصور في المحال ، فإنه ليس شيئا في القدرة مهما كان شيئا في العلم.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
.. آيات سبع تحمل «ستة أيام» لخلق السماوات والأرض ، ومن ثم آيات في «فصلت» تفصّل هذه الستة على خلقهما سبعا وسبعا ، فهي هي إذا أحرى بالبحث والتنقيب عن : كيف تنقسم الستة على السبع والسبع؟ دون سائر السبع التي تحمل «ستة أيام» دون تفاصيل كما هنا ، اللهم إلا أن نشير إلى حصيلة موجزة عما نفصلها في «فصلت» :
انها ستة أوقات وأدوار زمنية مضت على خلق السماوات والأرض ، وليست هي على سواء ، ولا نصيب منها لأدوار التكامل الأرضي والسماوي ، وإنما لخلق الزبد الأرضي : مادتها الأم ، والدخان السماوي كذلك ، ولتحويلهما إلى سبع وسبع ، ولخلق الأنجم في السماء الاولى ، أم ماذا؟!
فلا تناحر بين آيات الستة أيام ، وآيات فصلت : ثمانية أيام ، فأربعة منها لدور التكامل الأرضي ، والباقية : اثنان لخلق الأرض (.. خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) وآخران لقضاء السماء سبعا ـ وعلّه مع الأرض : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي (١) يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). فاليومان الباقيان من الستة ـ إذا ـ لخلق وراء الخلقين ، علّ أحدهما لخلق الدخان السماوي ، أو والزبد الأرضي ، والثاني