انه أحمد وأفضل من المسيح ومن قبله من حملة الرسالات.
«و» أذكر بين ذكريات الرسالات المعرقلة من قبل المناوئين ، والبشارات المكذوبة بهم (إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) وطالما النبيون وغيرهم لا يذكرون بنسبة الآباء والأمهات في القرآن ، لأن بناء شخصية الإنسان ما يتبناه هو لا سواه ، نرى السيد المسيح ينسب إلى امه ، لا لإثبات شخصية روحانية له من قبلها ، وإنما لإثبات آية خارقة إلهية هي ولادته دون أب ، وللذود عن ساحة مريم (ع) إذ نسبت إلى الزنا ، فليس المسيح ابن رجل لا حلالا ولا حراما ، إنما ابن باكرة طاهرة!
(إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) ولا تعني «إليكم» تخصيص الرسالة الإنجيلية ببني إسرائيل ، وإنما هم المحور والمنطق الأول لهذه الرسالة ، يجب أن تتخطاهم إلى العالم كله ، كما تناصرت بذلك الآيات القرآنية والإنجيلية سواء (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) لا (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) فأين ما بين أيديهم من التوراة المحرفة : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (٢ : ٧٩) ، أين هو مما بين يدي المسيح من خالص وحي التوراة : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ) (٥ : ٤٤) وإن كان فيما بين أيديهم الشيء الكثير مما بين أيدي السيد المسيح ، وبذلك يحتج عليهم ، وبذلك يستقر بهم الى دعوته.
(وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) :
ان (أحمد) هو (محمد) في نص البشارة ومعناها ، فإنها حسب النص اليوناني (بيركلتوس) : كثير الحمد ـ المترجم إلى (أحمد ومحمد) سواء ، فإن