الجنة في الجنة وخلودها فيها (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بما اتقوا وتحللوا عن إنياتهم وأنانياتهم ، فنسوا أنفسهم دون مرضاة الله (وَرَضُوا عَنْهُ) حينما اتقوه ، وإذ يدخلون الجنة ف (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) جماعته الخاصون به ، الخالصون له ، المتجمعون تحت لوائه ، المنقادون بقيادته ، دون أن يكون للشيطان وحزبه منهم نصيب (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) دنيا وعقبى ، مهما اختلفت ألوانه وظروفه ، اختلاف الدنيا والآخرة.
والإفلاح هو شق الطريق الشاق الملتوي ، نحو الهدف المرمي ، فحزب الله يشقون أمواج الفتن في معارك الحياة بسفن النجاة ، فلا يغرقون ، إنما يفلحون هم ويفلجون خصومهم ، ولأنهم حزب الله (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).
أجل ـ ولأنهم أهل معرفته ومحبته وأهل توحيده ، يفوزون بنصر الله من مصارع المحن والمهن ، فالله تعالى أسبل على وجوههم نور هيبته ، وأعطى لهم أعلاما من عظمته وكلأهم بحسن رعايته.
إن حزب الله يلتقون في الرابطة التي تؤلفهم ، في وحدة متراصّة متينة رصينة ، فتذوب كافة الفوارق تحت هذه الراية ، دون أن يتحكم فيهم أحد إلا الله ، أو يبتغون إلا مرضاة الله ، محادين حزب الشيطان.
فهذان حزبان متناقضان لا يختلطان ولا يتميّعان ويستحيل اجتماعهما استحالة اجتماع النقيضين.