الخاطئ مصدقا القرآن في خروج اللؤلؤ والمرجان من البحرين : عذبا ومالحا (١) وكما يخرج من أحدهما : المالح ، بسبب العذب : بحر السماء.
وهما ، ولا سيما اللؤلؤ أفخر حلية تلبس ، وهي من لباس الجنة : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) (٣٥ : ٣٣) وهي من أجمل الجمال إذ الغلمان المخلدون بها يشبّهون : (إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) (٧٦ : ١٩).
وترى ما هو أصل اللؤلؤ والمرجان وكيف يخرجان؟ انهما أعجب حيوانين بحريين وأجملهما! فاللؤلؤ حيوان صغير ، يهبط إلى أعماق البحر ، لتقيه من الأخطار ، وهو داخل صدفة من المواد الجيرية ، ويختلف عن سائر الكائنات الحية في تركيبه وطريقة معيشته ، فله شبكة دقيقة كشبكة الصياد ، عجيبة النسج ، تكون كمصفاة تسمح بدخول الماء والهواء والغذاء الى جوفه ، وتحول بين الرمال والحصى وغيرها ، وتحت الشبكة أفواه الحيوان ، ولكل فم أربع شفاه ، فإذا دخلت ذرة رمل ، أو قطعة حصى ، أو حيوان ضار عنوة الى الصدفة ، سارع الحيوان الى إفراز مادة لزجة يغطيها بها ، ثم تتجمد مكونة لؤلؤة! وعلى حسب حجم الذرة التي وصلت يختلف حجم اللؤلؤ» (٢).
«ولها صنوف عدة ، فأجمل نوع منها ما يتكون في الحيوانات الرخوة الصدفية التي تعيش في البحار الحارة ، والحيوان موجود داخل محارتين منطبقتين على بعضهما ، ويوجد منها نحو ثلاثين نوعا .. واللؤلؤ اللطيف الشكل ، الجميل الماء هو ما يسمى باللؤلؤ الحر أو الصافي ، ذو قيمة تجارية هائلة ، وأغلاه ما كان
__________________
(١) تفسير الجواهر ج ٢٤ ص ٢٦ ينقل عن مجلة «السياسة الاسبوعية» المصرية ٢٧ رمضان ١٣٤٤ ه. ١ أبريل ١٩٢٦ ما يلي : «يتكون اللؤلؤ في أنواع كثيرة من الحيوانات الصدفية أو المحاربة التي تعيش في الماء العذب أو في الماء الملح ، وكانت لآلئ الماء العذب شهيرة عند الرومانيين ، وهي تستخرج حتى الآن من بعض جهات في أميركا والصين وغيرها ..».
(٢) نقلا عن كتاب «الله يتجلى في عصر العلم».