جميل الماء ، كروي الشكل ، وتختلف ألوانه من : أبيض ورمادي ووردي وأخضر وأصفر وأسود وأزرق» (١).
ومن أروع ألوان تكون اللؤلؤ ما يروى عن علي عليه السلام البحران هما : «من السماء ومن ماء البحر ، فإذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة ، واللؤلؤة الكبيرة من القطرة الكبيرة» (٢) إذا ف (يَخْرُجُ مِنْهُمَا) تعم الخروج من كل واحد منهما كما في بحري الأرض ، والخروج من أحدهما بسبب الآخر كما من ماء البحر بسبب ماء السماء ، ف «من» هنا تعم السببية والنشوية التبعيضية.
ثم اللؤلؤ لؤلؤان ، ما يصنعه الرحمن دون صنع من الإنسان وما يصنعه أو يولده الإنسان بفضل العلم الذي منحه الله (٣) فهذه أيضا من منن الرحمان أن أخرج له اللؤلؤ في مختلف الألوان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
«والمرجان يعيش في البحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاثمائة
__________________
(١) ينقله الطنطاوي عن مجلة السياسة الاسبوعية.
(٢) قرب الاسناد للحميري عنه (ع) في الآية «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ».
(٣) فاللؤلؤ المولد أن يدخل في كل من المحار هنة صغيرة كالتي تدخل في الخلقية ، ولكنه بحاجة الى زمان طويل كالذي تقتضيه الخلقي ، لذلك يدخلون في جوف المحار هنة كبيرة تتكون حولها اللؤلؤ سريعا على مقدار كبر حجمها.
«واللؤلؤ الصناعي اكتشفه رجل فرنسي (١٦٥ م) : جاكون ، كان يغسل نوعا من السمك في ماء عذب فرأى في غالته لمعانا كلمعان اللؤلؤ حين يجف ، فخطر له أن يطلي به خرزا من الزجاج بعد مزجه بشيء من الشمع حتى يلصق بالزجاج ، ففعل وصنع أول لولوة صناعية في التاريخ ، فاشتهرت لآليه وأقبلت عليها الغواني في ذلك العصر ، ومصدر هذه المادة نوع من السمك يسمى (البينوس لوسيدوس) وفي انكلترا يستخرجونه من قشر سمك (الرنكة) فهذه الأسماك تغسل بالماء العذب غسلا لطيفا حتى تنظف من الملح والقدر ثم تحك الحراشف التي على بطنها بقفا سكين فترسب المادة اللؤلؤة في الماء ، وإذا أريد حفظها في الماء أضيف له شيء من (الامونيا) حتى لا يتطرق الفساد إليها سريعا ...» (تفسير الجواهر ج ٢٤ ص ٧٠ ـ ٧٢).