علّ القوم المغضوب عليهم هنا هم اليهود وكما في آيات عدة ، وقد يشهد له تنظيرهم في يأسهم من الآخرة بيأس الكفار من أصحاب القبور ، وهم المشركون الناكرون للآخرة ، ولقد حرّم توليهم على المسلمين لأنهم تماشوا المشركين في نكران يوم الدين ، أو عدم المبالاة به : (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) : من ثوابها بما قدمت أيديهم : (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ. وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) (٢ : ٩٦).
فهذا يأس بحساب عدم الثواب ، ولهم يأس آخر بنكران الحساب ، وهو أشبه بيأس الكفار من أصحاب القبور ، إذ يئسوا من حياتهم ومن حسابهم بعد موتهم ، فكما يئس المشركون الناكرون لحياة الحساب من أصحاب القبور كذلك اليهود يئسوا من الآخرة ، رغم أن المعاد من اصول دينهم.