(مُدْهامَّتانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
فهناك الاوليان فيهما ذواتا أفنان ، وهنا الأخريان فيهما مدهامتان : خضراوان (١) ضاربتان الى السواد ، فأين أفنان : أغصان مختلفة الألوان ، من : خضراوتان؟.
(فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
فهناك عينان تجريان ، وهنا نضاختان : ناضبتان بالماء ، وهذا دون الجريان.
(فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
فهناك (مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ) ثانيهما غير متشابه ، وهنا (فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) هي أولاهما المتشابه لما في الاولى ، دون غير المتشابه.
(فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
فهنا خيرات حسان ، تقارف قاصرات الطرف في بعض الخيرات ، وتفارقها في البعض ومن المفارقات هنا :
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
هنا مقصورات الطرف بقصر أزواجهن لهن وقصر الخيام ، وهناك قاصرات الطرف من ذواتهن دون قصر الأزواج ولا قصر الخيام ، فأين إذا مقصورات من قاصرات؟! فهذه من المفارقات ومن ثم المقارفات :
(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
ولأن الطمث ـ أيا كان ـ هو نقص الأنثى ، فلا يناسب الإحسان ولا الحسان في الجنان ، اللهم إلا هامشيا لمن يتذوقها.
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٤٩ ، أخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال سألت النبي عن قوله : مدهامتان ، قال : خضراوان.