وترى ان كان الحور المقصورات في الخيام غير مطموثة من قبل ، فما هو دور النساء الإنسيات ، هل هن محرومات عن زواج الجنة ولسن حورا ، وكثير منهن مطموثات في الدنيا؟.
علّ الجواب أن الحور المقصورات هن من الخيرات الحسان لا كلهن ، فمنهن أيضا النساء الإنسيات (١) يجعلهن الرحمان عذارى أبكارا ، أم وإذا بقين ثيبات فلسن بمرغوبات عنهن لأزواجهن ، بل هن مرغوبات لهم طيبات ، ثم وهن أفضل وأجمل من الحور المقصورات وكما يروى عن الرسول الأقدس صلّى الله عليه وآله وسلّم لما يسأل :
«أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال : نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة ، قيل : ولم ذاك؟ قال : بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ، ألبس الله وجوههن من النور وأجسادهن من الحرير» (٢).
وعلّ قاصرات الطرف والمقصورات ، اللاتي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان تشملهن ، وأحرى ، ف «قبلهم» قد يخص الآخرة ، وان طمثن يوم الدنيا بهم أو بغيرهم ، أو أنهم هم الذين طمثوهن في الدنيا فلم يطمثن قبلهم إنس ولا جان ، أو ان طمثهن مطموس يوم الآخرة فأصبحن غير مطموثات.
(مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
فهناك المتكآت فرش من إستبرق وجنا جنتيه دان ، وهنا رفرف :
__________________
(١) روضة الكافي باسناده الى الحلبي قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) قال : هن صوالح المؤمنات العارفات ، أقول وهذا من بيان أحد المصاديق البعيدة عن الأذهان بمناسبة (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ ..)
(٢) الدر المنثور ٦ : ١٥٠ ـ اخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ام سلمة قالت : قلت يا رسول الله (ص) (إلى أن قال «ص» بعد ما في المتن): «بيض الألوان ، خضر الثياب ، مجاهرهن الدر ، وامشاطهن الياقوت ، يقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نيأس أبدا ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كان لنا» وفي الفقيه قال الصادق (ع) : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهن أجمل من الحور العين.