(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ. إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً. فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً. عُرُباً أَتْراباً. لِأَصْحابِ الْيَمِينِ).
(وفرش) : جمع فرش ـ وفراش ، فرشا للراحة اتكاء أو نوما عليه ، وفراشا : حليلة ينام معها على الفرش (مرفوعة) : عن الأرض ، فرشا من حيث العلو معنويا وماديا ، ومن حيث الأشكال والأنواع ، ومرفوعة عن الدناءات فراشا بمن فيها من حليلات : مرفوعات جلالا وجمالا وأحوالا. ف :
(إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) : أوليا بابتداع كالحور العين ، أو ثانويا بعد ابتداء كالمؤمنات المنشآت في النشأة الاخرى ، وكما عن الرسول (ص) : «ان من المنشآت اللاتي كن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا (١)» (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) (٢).
وترى ما هي حاجة الأبكار من المؤمنات أو الحور المنشآت ، أن ينشأن أبكارا كما الثيبات ، فالأوليات كن أبكارا ، والاخريات حديثات الخلق المبدعات ، لزامهن البكورة دون جعل حديث؟ علّ الوجه أن هذا الجعل هنا وهناك يجعل البكورة لهن لزاما ، لا تزول بزواج : ف (إن أهل الجنة إذا جامعوا النساء عدن أبكارا (٣)) فللباكرات من الدنيا والحور ، تجعل بكورة الخلود ، وللثيبات «إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا» (٤) كأن
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٥٨ ـ أخرجه من عدة طرق عن انس قال قال رسول الله (ص).
(٢) الدر المنثور عن زيد الجعفي سمعت النبي (ص) يقول في قوله : إنا أنشأناهن إنشاء قال : الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا.
(٣) الدر المنثور أخرج الطبراني عن أبي سعيد قال قال رسول الله (ص).
(٤) الدر المنثور أخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة ان النبي (ص) أتته عجوز من الأنصار فقالت : يا رسول الله (ص)! ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال : إن الجنة لا يدخلها عجوز ، فذهب يصلي ثم رجع فقالت عائشة : لقد لقيت من كلمتك مشقة ، فقال : إن ذلك كذلك ـ إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا.