الثمر والورق ، قرنا إلى قدم ، ثم نضد أغراسه ، فهو في مثلث النضد : بعضه على بعض ، وهو فاكهة وإدام مع بعض! وما ألطفه أكلا وهو حار الطبع ، تحت سدر مخضود وهو بارد الطبع.
(وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) : (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) (٤ : ٥٧) فهو ظليل ممدود ، منبسط لا يتقلّص ، دائم لا تنسخه أو تتفرج به شمس أو سواها ، بسقف وأشجار وخيام أم ماذا؟ مما يدل ـ مع سدر مخضور ـ على وجود الشمس في الجنة ، هذه التي تكور ثم ترجع ، أم سواها من شمس يستظل عنها أهل الجنة فيها ف (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (٧٦ : ١٣).
(وَماءٍ مَسْكُوبٍ) : مصبوب من عل دون انقطاع ، أو جار في الأنهار نابعة دون أخاديد وأحفار.
(وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ. لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) : كثيرة الطعوم والألوان ، وكثيرة الأنواع والأعداد ، وكثيرة المدة والمدى دون انقطاع ولا امتناع ، لا تقطع لأنها من الرحمة الواسعة اللامحدودة ، ولا تمنع ، ولماذا تمنع؟ أبخلا من المضيف؟ أم مرضا من الضيف؟ فلا بخل أبدا ، ولا مرض هناك.
ومن (ظِلٍّ مَمْدُودٍ) وأحرى ـ ظل الله الممدود على أهل الله في دار كرامة الله : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) (٢٥ : ٤٥) ومن (ماءٍ مَسْكُوبٍ) اصول العلم الإلهي التي بها حياة أهل الجنة الروحانية ، ومن (فاكهة ..) فاكهة المعرفة والعلم ، التي يتفكه بها أهلوها (١).
__________________
(١) روى سعد بن عبد الله القمي باسناده عن نصر بن قابوس قال : سألت أبي عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) قال : يا نصر! كأنه والله ليس حيث يذهب الناس ، إنما هو العلم وما يخرج منه. أقول : إنه من باب بيان أفضل المصاديق وأخفاها.