أصحاب اليمين لكثرة غناءه في الإظلال ، لسعة ورقة وتداخله ، فكما الله يبدل سيئاتهم حسنات ، يبدل سيئة السدر حسنة لكي ينتفعوا بما كان يشيكهم بشوكه ، وليتبرّدوا وينتزهوا ببرده ، أو ويأكلوا من فواكهه.
ان الحدائق في الجنان ظليلة* فيها الكواعب سدرها مخضود (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) : شجر الموز (١) ، المقصود منه الثمر للاستغلال وهو من أقوى الثمر وألطفه ، والمرغوب منه الورق للاستظلال ، ومن جماله نضد
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٥٧ ، أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله «وطلح منضود» قال : هو الموز ، كما أخرج جماعة عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري والحسن وقتادة ومجاهد.
وروي عن علي وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قرءا «وطلع منضود» وهذا زور وافتراء عليهما عليهما السلام فانه خلاف القرآن المتواتر فليضرب عرض الحائط ، وما أسخفه رواية
تروى عن علي عليه السلام أخرجها ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عبادة قال قرأت عن علي عليه السلام «وطلح منضود» فقال علي عليه السلام ما بال الطلح ، أما تقرأ وطلع؟ ثم قال : وطلع نضيد ، فقيل له يا أمير المؤمنين! أنحكها من المصاحف؟ فقال : لا يهاج القرآن اليوم (الدر المنثور ٦ : ١٥٧).
أقول : ما هي دلالة طلع نضيد هناك على لزوم طلع ـ كذلك ـ في منضود هنا؟ ولو كان طلعا هنا فعلى إمام المسلمين أن يثبته طلعا ويمحيه طلحا ، فأمثال هذه الروايات ليست إلا زورا من هؤلاء الذين يصرون على وصمة التحريف في القرآن ، وهم يستندون فيه الى ما ينسبونه زورا الى الرسول والأئمة من آل الرسول عليهم السلام.
رغم المروي عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قرأ «وطلح منضود» كما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم
وفسره علي (ع) بالموز ، وتبعها الصحابة المذكورون مسبقا ، وقد ذكر النبي (ص) في موضع آخر الموز من فواكه الجنة كما في كتاب صنعة أهل الجنة والنار عن أبي جعفر قال قال رسول الله (ص) : ... ان نخل الجنة ... وموزها ورمانها أمثال الدلى ...