بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وهل يأنس المقربون ـ وفي جنة الرضوان ـ إلا بقيلات تقربهم زلفى الى الحنان المنان؟
ومن قيله محاوراتهم فيما بينهم وسواهم من أهل الجنان ، أنيسة حنونة أليفة ليس فيها إلا سلام سلام ، فهم يسمعون سلام كما يسمعون سلام!.
وترى ما هو وجه التكرار في «سلاما»؟ قد يكون رمزا الى مختلف السلام من الله ومن أهل دار السلام ، أو انه سلام لا يحمل ساما كما في سلام المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، وإنما سلام يحمل سلاما بكل ما له من معنى صادق لائق ، وقد يكونان هما المعنيّان.
ثم ومن هنا نتبين أن «سلاما» خير تحية وإكرام ، فلنستنّ بسنة أهل الجنة هنا فيسلم بعضنا على بعض.
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) : هم أصحاب الميمنة المسبقين ، يؤتون كتابهم بيمينهم وكما عاشوا يمين الكتاب والدين ، وترى كيف سموا «أصحاب الميمنة» عند ذكر الأقسام ، و «أصحاب اليمين» عند ذكر الإنعام؟ علّه لأن الميمنة هي سبب اليمين ، فلولا ميمنة الدنيا ويمنها بيمينها ، لم يؤتوا في الاخرى كتابهم بيمينهم ، كما لو لا مشأمة المشئومين يوم الدنيا لم يؤتوا كتابهم بشمالهم أو وراء ظهورهم.
ثم وأصحاب اليمين لهم درجة بعد السابقين ، ترى «ما أصحاب اليمين» في حالهم وحلهم وترحالهم؟.
(فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) : شجر النبق «يخضده الله من شوكه» (١) فيستظل به
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١٥٦ ، أخرج الحاكم وصححه البيهقي في البعث عن أبي أمامة قال كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقولون : ان الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم ، أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله! لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وما هي؟ قال : السدر ـ