بينها. (١) وأيضا فإن الحار يفعل فى البارد والبارد فى الحار (٢) ، ولا يفعل الحار فى الحار (٣) ولا البارد (٤) فى البارد. وكذلك الرطب يفعل فى اليابس ، واليابس فى الرطب ، ولا يفعل الرطب فى الرطب ، ولا اليابس فى اليابس. وإذا (٥) كان الحار والبارد يفعل (٦) كل منهما فى الآخر ، وكل واحد منهما أيضا ينفعل عن الآخر ، وكذلك الرطب واليابس (٧) ، فليس إحدى الطبيعتين (٨) أولى بأن تخص (٩) بالفعل من الأخرى ، ولا أولى بأن (١٠) تخص (١١) بالانفعال من الأخرى.
ومن ذلك الشك فى أمر النار ويبسها ، والهواء وحره ، (١٢) والأرض وبردها. فإن لقائل أن يقول : (١٣) إنه ليس يجب أن يكون جميع ما توجبه (١٤) القسمة ، ولا ينكره العقل فى أول النظر ، حاضرا (١٥) موجودا. فعسى أن لا يمكن أن يكون شىء هو حار رطب ، (١٦) أو شىء هو بارد يابس ؛ ليس (١٧) لأن العقل وحده يمنع عن اجتماع الحرارة والرطوبة ، والبرودة واليبوسة ، منعه عن اجتماع (١٨) الحار والبارد ، والرطب واليابس ، ولكن الأمر ليس يعقل بديهة. فإن هاهنا أمور لا تمنع (١٩) الازدواجات عن وجودها ، ولا بديهة العقل ، ويمنع (٢٠) الحق وجودها. فإنه ليس يمتنع ، فى أول العقل ، أن يكون حار ، بالطبع ، فى غاية الثقل ، وليس (٢١) هذا بموجود البتة.
ولو كانت القسمة تعتبر (٢٢) ويلتفت إليها لكان يجوز أن نقول : (٢٣) إن من العناصر ما هو حار يابس خفيف ، ومنها ما هو حار يابس ثقيل ، ومنها (٢٤) ما هو حار رطب خفيف ، ومنها حار رطب ثقيل ، وكنا نحكم أن كل ما لا تمنع القسمة الجمع بينه ، (٢٥) كما بين الحرارة والثقل فى أول العقل ، فإن المستحصل منه بالقسمة موجود فى الأعيان. فكما أن الثقل لا (٢٦) يخالط
__________________
(١) م ، سا : بينهما (٢) سا : النار فى الحار
(٣) سا : ـ والبارد فى الحار
(٤) سا : ـ فى البارد : (٥) د : وإذ
(٦) د : يفعل عن (٧) م : فى اليابس
(٨) م ، بخ : الطبقتين
(٩) م ، ط : يخص (١٠) ط : الأولى من أن
(١١) م ، ط : يخص (الثانية)
(١٢) ط : وحرها ، وفى د : وجوه
(١٣) د : ـ أن يقول (١٤) ط : يوجبه
(١٥) سا : حاصلا موجودا
(١٦) ب : رطبا (١٧) م : ـ ليس
(١٨) ط : من اجتماع
(١٩) م ، ط : يمنع (٢٠) د ، ب : ولا يمنع الحق
(٢١) سا ، د : وهذا ليس
(٢٢) ط : يعتبر (٢٣) م ، ط ، د : يقول
(٢٤) د : ـ ومنها ما هو حار يابس ثقيل (٢٥) م ، ط : يمنع ، وفى (د) : يجتمع
(٢٦) م : ـ لا