ولعل الهواء والنار (١) ليسا يقبلان من البرد ما يصيران به أبرد من الماء ، حتى يريا نافذين فى الماء هبوطا. ولعل ما يبرد من النار يعرض له أن ينحدر من حيزه إلى حيز الهواء. لكنه إذا انحدر لم يكن ذلك محسوسا ؛ لأن النار (٢) البسيطة غير محسوسة.
ولعل الضباب هواء متبرد (٣) متكاثف (٤) ، لكنه ليس مستحيلا بعد إلى المائية.
وأيضا (٥) فلقائل أن يقول إن البخار والدخان يصعدان (٦) على سبيل مرافقة النارية وبالقسر على ما قلنا قبل.
وبالجملة إن صعدا بالمرافقة لم يلزم السؤال ، وإن صعدا ، (٧) لا بالمرافقة ؛ بل للاستحالة (٨) فى الكيفية فقط ، فالفرق ما قيل.
وأما الشك المبنى على استحالة (٩) أن يكون ما تحت الفلك (١٠) طبيعة واحدة ، وإنما يختلف بالأعراض ، فيبطله وجود الحركات الطبيعية متضادة لوجود (١١) المركز والمحيط. والجسم المتشاكل (١٢) الطبيعية النوعية لا تختلف (١٣) حركاته الطبيعية ؛ إذ لا تختلف (١٤) قواه الأصلية.
وأما ما نظن (١٥) أن الكون يبرد الحركة ؛ (١٦) إذ الحركة تسخن فذلك باطل. فإنا قد بينا أن السكون عدم الحركة ، وعدم العلة علة لعدم المعلول ، لا لضد مقابل له ، فإن الحركة إذا كانت (١٧) توجب حرارة ، كان (١٨) لا يكون حركة هو أن لا توجد (١٩) حرارة.
وأما أن توجد برودة ، فيحتاج إلى علة ، فيشبه أن يكون الجسم الساكن البعيد
__________________
(١) د : النار والهواء.
(٢) م : ولا أن النار
(٣) م : مبرد (٤) ط : متكانف متبرد وفى «د» متبرد ومتكاتف
(٥) م ط : ـ وأيضا
(٦) م : صعد (٧) سا : ـ وإن صعدا ، لا بالموافقة بل للاستحالة إلى قوله : فالفرق ما قيل
(٨) ط : بالاستحالة
(٩) ط : عدم استحالة
(١٠) م : يجب الفلك
(١١) م : للوجود
(١٢) م : المشاكل
(١٣) م ، ط : يختلف الأولى والثانية
(١٤) م ، ط : يختلف الأولى والثانية
(١٥) م ، ب ، ط : يظن
(١٦) م ، ب ، د : ـ يبرد الحركة : إلى قوله : «أن السكون»
(١٧) ط : ـ كان. وفى «د» : فإن لا يكون
(١٨) م ، ط ، د : يوجب
(١٩) م : يوجد