فتكون صورة المضاف داخلة فى هذه الصورة. وهذه الصورة المعقولة ليست صورة هذه الآلة ولا أيضا (١) صورة شىء مضاف إليها بالذات ، لأن ذات هذه الآلة جوهر ونحن إنما نأخذ (٢) ونعتبر (٣) صورة ذاته ، والجوهر فى ذاته غير مضاف البتة.
فهذا برهان (٤) واضح على أنه لا يجوز أن يدرك المدرك بالآلة آلته (٥) فى الإدراك.
ولهذا فإن الحس إنما يحس شيئا خارجا ولا يحس ذاته ، ولا آلته ولا إحساسه. وكذلك الخيال لا يتخيل ذاته ولا فعله البتة ، بل إن تخيل آلته تخيلها لا (٦) على نحو يخصه (٧) وأنها (٨) لا محالة له (٩) دون غيره ، (١٠) إلا أن يكون الحس يورد عليه صورة آلته لو أمكن ، فيكون حينئذ إنما يحكى خيالا مأخوذا من الحس غير مضاف عنده إلى شىء حتى لو لم يكن هو آلته لم يتخيله.
وأيضا مما يشهد (١١) لنا بهذا ويقنع فيه أن القوى الدراكة بالآلات يعرض لها من إدامة العمل أن تكمل ، لأجل أن الآلات تكلها إدامة الحركة وتفسد مزاجها الذي هو جوهرها وطبيعتها ، والأمور القوية الشاقة الإدراك توهنها ، وربما أفسدتها (١٢) ولا تدرك عقيبها (١٣) الأضعف منها لانغماسها فى الانفعال عن الشاق ، كالحال فى الحس فإن المحسوسات الشاقة والمتكررة تضعفه وربما أفسدته كالضوء للبصر والرعد الشديد للسمع. ولا يقوى الحس عند إدراك القوى على إدراك الضعيف ، فإن المبصر ضوءا عظيما لا يبصر (١٤) معه (١٥) ولا عقيبه نورا ضعيفا ، والسامع صوتا عظيما لا يسمع معه ولا عقيبه (١٦) صوتا ضعيفا ، ومن ذاق (١٧) الحلاوة الشديدة لا يحس بعدها بالضعيفة. والأمر فى القوة العقلية بالعكس ، فإن إدامتها للعقل (١٨) وتصورها للأمور التي هى أقوى يكسبها
__________________
(١) أيضا : ساقطة من ك ، م.
(٢) نأخذ : نحدد ، ك ؛ نجد م
(٣) ونعتبر : ونعبر د.
(٤) برهان : البرهان ف
(٥) آلته : البتة ك ، م.
(٦) إن تخيل آلته تخيلها لا : تخيلت آلته تخيله لا د.
(٧) يخصه : يخصها م
(٨) وأنها : وأنه د ، ك ، م
(٩) له : لهام (١٠) غيره : غيرها م.
(١١) مما يشهد : ما يشهد د.
(١٢) أفسدتها : نفسدها ك.
(١٣) عقيبها : عقبها ك. (١٤) لا يبصر : ساقطة من م
(١٥) معه ... عظيما : ساقطة من م.
(١٦) ولا عقيبه : وعقيبه ف ، م.
(١٧) ذاق : ذات م. (١٨) العقل : للفعل ك.