وأما الأمور المنسوبة إلى الكيفيتين المنفعلتين فهى انفعالات (١) لا غير. فمنها ما هى بإزاء هذه الأفعال الصادرة من الكيفيتين الفاعلتين ، (٢) مثل قبول النضج ، وقبول الطبخ ، ومثل الانقلاء والانشواء ، والتبخر والتدخن ، (٣) والاشتعال ، والذوبان ، والانعقاد.
ومنها ما ليس بإزاء هذه الأفعال. (٤) فمن ذلك ما بقياس (٥) إحدى الكيفيتين إلى الأخرى. (٦) أما لليابس فمثل الابتلال والنشف والانتقاع والميعان ؛ وللرطب مثل الجفوف والإجابة إلى النشف. وما ليس بقياس أحدهما إلى الآخر ؛ فمن ذلك ما هو للرطب وحده. ومنه ما هو لليابس وحده ، ومنه ما هو للمركب منهما.
فأما الذي للرطب وحده فمثل الانحصار ، وسرعة الاتصال والانخراق.
والذي لليابس فمثل الانكسار والانرضاض والتفتت والانشقاق وامتناع الاتصال بمثله ، أو الالتصاق (٧) بغيره. والذي للمختلط فمثل الانشداخ (٨) والانطراق والانعجان والانعصار والتلبد والتلزج والامتداد والترقق. (٩)
فهذه هى (١٠) الأفعال والانفعالات التي تصدر (١١) عن بساطة هذه الكيفيات (١٢) وتركبها (١٣) صدورا أوليا. فما كان من هذه الأحوال بفعل وانفعال مشترك جمعنا (١٤) القول فيه فى باب واحد ؛ وما كان من هذه الأحوال مشتركا (١٥) بين الفاعلة والمنفعلة فسبيلنا أن لا نكرره (١٦) فى باب المنفعلة.
__________________
(١) د : انفعالان
(٢) م : الفاعلتين+ من
(٣) ط : والتدخين.
(٤) سا : هذه الانفعالات
(٥) ط : لقياس
(٦) سقط فى م «فمن ذلك ما بقياس إحدى الكيفيتين إلى الأخرى» إلى قوله «وما ليس بقياس أحدهما إلى الآخر»
(٧) ط : والالتصاق
(٨) سقط فى م : «وامتناع الاتصال بمثله أو الالتصاق بغيره ، والذي للمختلط فمثل الانشداخ»
(٩) د : والترفق
(١٠) م : ـ هى
(١١) م : الذي تصدر
(١٢) د : هذه الكيفيات+ وتركها هذه الكيفيات
(١٣) م : وتركيبها
(١٤) سا : جميعا
(١٥) ط : مشتركة
(١٦) سا : نكرر.