وكذلك كثير من الأجسام التي تتصعد بسهولة يجعل بحيث لا يتصعد ؛ إما بأن يغلب عليه ما لا يصعد بمزاج قوى ، مثل النوشادر يحل ويحل الملح الحجرى ، ويخلطان خلطا يغلب فيه الملح ، ثم يترك المخلوط مدة حتى يشتد امتزاجه ، ثم يعقد ، فلا يدع الملح النوشادر أن يصعد ؛ لأنه ينوء به ويثقله ، وشدة الامتزاج لا تمكنه (١) من الافتراق.
لكن (٢) ذلك المجموع يذوب. فإن جعل (٣) النوشادر أغلب صعد ، واستصحب (٤) الملح.
كما إذا جعل الملح أغلب ثبت واستصحب النوشادر ، وإما بأن تجمع (٥) أجزاؤه جميعا مدمجا ، حتى يصغر الحجم ، ويشتد الاجتماع ، (٦) وتتلازم (٧) (٨) الأجزاء ، فلا تتفرق ، (٩) ولا تتصعد. (١٠)
وقد يحاول قوم أن يجعلوا النوشادر وما يجرى مجراه بهذه الصفة.
وأما الإذابة فيحتاج الجوهر القابل لها إلى رطوبة (١١) تلازم (١٢) اليبوسة. وإذا تحللت عن جمودها ، وسالت ، بقيت بعد التحلل والسيلان متلازمة. فإن لم تبق (١٣) فهى متبخرة ، (١٤) وإن بقيت قليلا ، ثم انفصلت ، فهو (١٥) مما يذوب ويتبخر معا كالشمع.
وأما التليين بالنار كالحديد (١٦) والزجاج. فيشبه أن لا تكون (١٧) الرطوبة (١٨) التي فيه بحيث تسيل (١٩) بعد التحلل ، وهذا قلّما يتبخر (٢٠) (٢١). والرطوبة فى الذائب أكثر منها (٢٢) فى المتلين (٢٣). وجميع ما يلين ولا يذوب ، بل ما لا يلين ولا يذوب (٢٤) فإنه إذا أفيد كيفية حادة دسمة (٢٥) من شىء نارى مشوّى به ، (٢٦) أو يلقى عليه ، سهل قبوله لفعل النار ، فاستولت عليه النار ، وحللت اليابس العاصى فيه ، وخلخلت جوهره ، حتى يسيل للتخلخل (٢٧) مثل الحديد (٢٨) والطلق والمارقيشيثا والملح.
__________________
(١) م ، ط : يمكنه (٢) د : ولكن
(٣) سا : جعلت (٤) د : واستصحبه.
(٥) ط : يجمع (٦) سقط من م : ويشتد الاجتماع
(٧) م ، ط : يتلازم (٨) د : يتلاءم (٩) م ، ط : يتفرق (١٠) م ، د : تصعد
(١١) م : إلى الرطوبة (١٢) م ، ط : يلازم
(١٣) م ، ط : يبق (١٤) م ، ط ، د : فهو متبخر
(١٥) فى جميع النسخ : فهو
(١٦) ط : كما للحديد (١٧) د : فيشبه أن تكون
(١٨) ط : فيشبه+ بالرطوبة (١٩) ، ط : يسيل (٢٠) م : قلما سخروا ، وفى سا : أول ما تبخر
(٢١) وفى د : قل ما يبخر (٢٢) سا : أكثر منه
(٢٣) ط : فى التليين
(٢٤) فى ط ؛ «وجميع ما يلين لا يذوب» تأتى متأخرة بعد قوله : «بل ما لا يلين ولا يذوب»
(٢٥) فى م : «بتتمة» بدلا من «دسمة»
(٢٦) د : يشتوى (٢٧) م : يسيل التخلخل وفى د : للتحلل
(٢٨) م : ومثل الحديد