الرطوبة ، لأن انعقاد (١) مادة رطوبته هو بسبب اليابس الأرضى الذي فيه ، ولو لم يكن هناك رطوبة انعقدت ، بل يبوسة أرضية ، لكان يعسر (٢) انحلالها بالرطوبة.
وأما البرد فيحله (٣) لإيهانه (٤) قوة اليبوسة التي فيه المستفادة من الحر الذي يسببه ما قدر اليابس على (٥) عقد تلك الرطوبة المقتضية للسيلان (٦) فى مثل حالها.
ومن الأشياء ما يجمد بالبرد وينحل بالرطوبة كالدم فهو مائى أرضى. فلمائيته (٧) يجمده البرد ، (٨) ولأرضيته تحله الرطوبة. (٩) والشظايا التي فى الدم تعين على إجماد الدم (١٠) ليبسها. وإن كانت الشظايا قليلة أبطأ انعقاده. وأما المنى فإنما تخثره الريح المخالطة ، وهى (١١) الهوائية ، فإذا كسرها البرد وأحالها ، أو انفصل ، (١٢) رقّ. والدم قد ينعقد ، لكنه إن كان رقيقا جمد ولم يخثر كالماء. وإن كان غليظا خثر أولا ، لاختلاف جمود أجزائه. والجبنية هى علة انعقاد اللبن لأرضيتها وتجفيفها. وكل لبن قليل الجبنية فهو لا ينعقد. (١٣) وكذلك إذا نزع جبنه لم ينعقد.
والدم أيضا فإن ثقله والليفية التي فيه سبب من أسباب (١٤) انعقاده. فإن قل ثقله وليفه ، (١٥) كدم بعض الحيوان ، (١٦) أو الدم الغير (١٧) النضج (١٨) المائى من كل حيوان ، إذا نزع عنه ليفه ، لم يجمد.
وكل ما ينحل بالحر فهو الذي جمد بالبرد ، والغالب عليه الرطوبة وكل ما ينحل بالبرد (١٩) فهو الذي جمد بالحر (٢٠) والغالب عليه اليبوسة. وقد يجتمع الحر والبرد على إجماد الشىء فيصعب حله ، وإذابته. وذلك الشىء (٢١) هو الذي أعان الحار على جموده بما حلل من الرطوبة ، وبما غلب (٢٢) من سلطان اليبوسة ، وأعان البرد على جموده بكره (٢٣) على ما بقى
__________________
(١) ب : انعقاده في مادة (٢) م : تعسر.
(٣) د : فيجعله (٤) م : لا نهاية
(٥) سا : «على» مكررة (٦) م : سقطت للسيلان ، ووضع بدلا منها «ذلك لأن»
(٧) ب : فللمائية (٨) م : يجمد بالبرد
(٩) م ، ط : يحله الرطوبة
(١٠) م : جماد الدم
(١١) م : وهو (١٢) ب : وانفصل ، وفي ط ، د : وانفصل عنه
(١٣) م : فإنه لا ينعقد (١٤) م : يستعد أسباب
(١٥) سا : كيفه وثقله (١٦) سا : بعض الحيوانات
(١٧) م : والدم غير (١٨) ط : النضيج
(١٩) ب : ما ينحل بالحر
(٢٠) ب : جمد بالبرد. وفى د : يجمد بالبرد ، وفى هذه النسخة زيادة واضطراب وهى «وكل ما ينحل بالحر فهو الذي يجمد بالبرد والغالب عليه الرطوبة وكل ما ينحل بالحر فهو الذي يجمد بالبرد والغالب عليه اليبوسة
(٢١) سقط من «م» : فيصعب حله وإذا بته وذلك الشىء» (٢٢) : وما غلب ، وفى ط : «وربما غلب»
(٢٣) م : يكسر ويملى