وإذا نفذت الرطوبة (١) فى العمق ، ولم يحدث العارض المذكور ، كما فى حال النشف الذي لا يبلغ الترطيب البالغ ، فلا يسمى نقيعا. (٢)
والنشف يحدث لدخول الرطوبة المائية إثر ما ينفش من مسام الجسم اليابس من الأجزاء الهوائية المحصورة فيه المحتبسة فى مجاريه بالقسر لضرورة الخلاء. فإذا وجدت ما ينفذ ، ويقوم مقامها ، (٣) أمكنها أن تتحلل (٤) بالطبع الذي يقتضى مفارقتها له. فإن انحصار الهوائية فى الأرضية وفى المائية انحصار قسرى. فإذا تحلل وانفصل وجرى الماء فى مجاريه فربما عرض لما يجرى (٥) فى المسام ، وخالط الجسم ، أن ينعقد من اليبوسة للمخالطة لمثل السبب الذي ينعقد له الملح ، وما يجرى (٦) مجراه. فيعرض له ما يعرض فى الجص إذا خلط به الماء ـ وكذلك فى النورة وغيره. (٧) وربما لم يعرض.
وكثير (٨) مما ينشف يعرض له أن يجف فى الحال. وذلك لأن الرطوبة إذا كانت قليلة ، وانجذبت بالقوة إلى باطن لم يجب أن تحتبس (٩) على الظاهر إذا لم تجد (١٠) الهواء الآخر المماس للرطوبة (١١) يتبعها منجذبا عن انجذابها من الهواء المنفصل. ويكون جذب الهواء (١٢) الآخر (١٣) للمقسور أشد من ممانعة الهواء الذي فى موضعه الطبيعى ، لأن المقسور المحبوس المضيق ذو ميل بالفعل.
والذي فى موضعه الطبيعى لا ميل له بالفعل ، إلا إذا (١٤) تحرك وزال عن موضعه.
وإنما ينفعل من الهواء الحادث فيما نحن فيه من الهواء ما هو (١٥) ساكن فى موضعه لا ميل له. (١٦) وإذا تحرك غلب ميله الطبيعى أيضا ، فلم يكن ميل الساكن الذي لم ينزعج (١٧) من ذاته ميلا طبيعيا.
__________________
(١) م : تقدمت الرطوبة
(٢) سا ، د : نقعا.
(٣) م ، د : مقامه
(٤) م ، ط : يتحلل
(٥) سقط في م : من قوله «فربما عرض لما جرى» إلى قوله : وما يجرى ، وفي ط ، د : يجرى بدلا من جرى ،
(٦) د : سقط «الملح وما يجرى» ، وفي ط ، د : مجاريها بدلا من مجاريه
(٧) د : ـ غيره
(٨) سا : وكثيرها
(٩) م ، ط : يحتبس
(١٠) ط : إذ نجد ، وفي د : إذا انجذب
(١١) م : سقطت «المماس للرطوبة»
(١٢) ط : فيكون الهواء
(١٣) ب : ـ الآخر
(١٤) م : إلا أن
(١٥) سا : مما هو (١٦) د : لا مبدله
(١٧) م : له ينزعج