الأول ؛ إذ (١) قال : هب أن النار متقدمة (٢) بالشرف ، وهب أن الشرف يقتضى التوسط ، (٣) وهب أنه قد لزم من ذلك أن النار فى الوسط ، أليس (٤) إنما يلزم (٥) الوسط الشرفى. وأما الوسط (٦) المقدارى فلا مزية له ، إنما المزية للوسط فى الترتيب ، فالنار (٧) قابلة (٨) للتوسط فى الترتيب.
فإن رتبتها (٩) فى أواسط مراتب الأجسام ، ومرتبة الأرض فى آخر الترتيب.
فهذا يعطيكم مرادكم مع التقابل بما عليه الوجود ، حتى تطيب (١٠) أنفسكم بتوسط النار ، ولا تحوجون ، (١١) لذلك ، إلى مخالفة الكل.
وأما القائلون بسكون الأرض فقد اختلفوا فى سببه.
فقائل إنها فى خلاء ، وجهه (١٢) مستقرها (١٣) غير متناهية ، فلا محيط لها.
وقائل إنها مجوفة محمولة على ماء (١٤) غمر يقلها.
وقائل إنها طبلية لشكل مسطحة القعر منبسطة ، (١٥) وذلك سبب سكونها ، وإن الثقيل إذا انبسط اندغم ، (١٦) مثل الرصاصة إذا بسطتها طفت على الماء ، وإن جمعتها رسبت ، (١٧) وكذلك حال الأرض على الماء (١٨) والهواء.
وقائل (١٩) إنها ، وإن كانت طبلية ، فحدبتها إلى أسفل وبسطتها (٢٠) إلى فوق. ولذلك ما يكون القطع المشترك بين الأفق (٢١) وبين الشمس خطا مستقيما فى الرؤية ، ولا قوسا. (٢٢)
وقائل إنها كرية ، وإنها ساكنة لا تتحرك ، (٢٣) وإنما لا تتحرك لأن الفلك (٢٤) يجذبها إلى الجهات جذبا متشابها ، فلا تكون (٢٥) جهة أولى بأن تنجذب (٢٦) إليها من جهة ، كما يحكى عن صنم كان فى بيت مغناطيسى (٢٧) الحيطان والقرار والسقف ، وكان قد قام فى وسط البيت منجذبا إلى السطوح الستة (٢٨) بالسوية.
__________________
(١) إذا (٢) م : مقدمة (٣) م : «يقتضى التوسط» مطموسة
(٤) م ، د : ليس (٥) ب : لزم (٦) سا : الوسط الشرقى (٧) م : والنار
(٨) سا ، بخ : مائله (٩) م : ترتيبها (١٠) ط : يطيب
(١١) د : فلا يحرجون وفى م : ولا تخرجون
(١٢) م : خلاف جهة (١٣) سا : ستقرها
(١٤) م : ـ على (١٥) م : مسطحه منبسطة
(١٦) م : اندعم (١٧) د : وسبب
(١٨) ط. مع الماء (١٩) م : قائل
(٢٠) م : بسيطها. (٢١) د م : بين الأرض
(٢٢) سا : لا قوسا (٢٣) م ، ط : يتحرك
(٢٤) سا : إلى الفلك (٢٥) د : ولا تكون ، وفى م ، ط : ولا يكون
(٢٦) م ، ط : ينجذب (٢٧) ط ، ب : مغناطيس
(٢٨) ط ، د : الست