وإعراضها لا يخلو من أحد وجوه : إما أن يكون (١) لكلال عرض لها من هذه الجهة ، وإما أن يكون لمهم (٢) عرض لها فى تلك الجهة ، وإما أن يكون لعصيان (٣) الآلات إياها.
والذي يكون من الكلال هو أن يكون الشىء (٤) الذي يسمى روحا وتعرفه فى موضعه قد تحلل وضعف فلا يقدر على الانبساط فيغور وتتبعه القوى النفسانية. وهذا الكلال قد يعرض من الحركات البدنية وقد يعرض من الأفكار وقد يعرض من الخوف. فإن الخوف قد يعرض منه النوم ، بل الموت ، وربما كانت الأفكار تنوم لا من هذه الجهة ، بل بأن تسخن الدماغ فتنجذب (٥) الرطوبات إليه فيمتلئ (٦) الدماغ فينوم بالترطيب.
والذي لمهم فى الباطن هو أن يكون الغذاء والرطوبات قد اجتمعت من داخل فتحتاج إلى أن يقصدها الروح بجميع الحار الغريزى ليفى بهضمها التام فيتعطل الخارج.
والذي يكون من جهة الآلات فأن تكون الأعصاب قد امتلأت وانسدت من أبخرة وأغذية تنفد فيها إلى أن تنهضم ، أو الروح ثقلت عن الحركة لشدة الترطب. (٧)
وتكون اليقظة لأسباب مقابلة (٨) لهذه. من ذلك أسباب تجفف (٩) مثل الحرارة واليبوسة ، ومن ذلك جمام (١٠) وراحة حصلت ، (١١) ومن ذلك فراغ عن الهضم فتعود الروح منتشرة ، (١٢) ومن ذلك حالة رديئة تشغل النفس عن الغؤور ، (١٣) بل تستدعيها إلى خارج كغضب (١٤) أو خوف لأمر قريب أو مقاساة لمادة مؤلمة. (١٥) وهذا قد دخل فيما نحن فيه بسبيل العرض ، وإن كان من حق النوم واليقظة ان يتكلم فيه فى عوارض ذى الحس. (١٦)
__________________
(١) أن يكون : ساقطة من م.
(٢) لمهم : لهم ك
(٣) لعصيان : العصيان م ؛ + تلك د.
(٤) الشىء : لشىء ك.
(٥) فتنجذب : فتجذب ف
(٦) فيمتلئ : ويمتلئ د.
(٧) الترطب : الترطيب ك ، م.
(٨) مقابلة : متقابلة ك
(٩) تجفف : نخفف ك.
(١٠) جمام : حمام د ، ف ، م
(١١) حصلت : ساقطة من د.
(١٢) منتشرة : + كثيرة ك ، م
(١٣) الغؤور : الغور ك.
(١٤) كغضب : لغضب م
(١٥) مؤلمة : مؤلفة م.
(١٦) الحس : النفس د.