فيكون سريع الغضب ، ومن الناس من يكون كأنه مذعور مرعوب فيكون (١) جبانا مسرعا إليه الرعب. فهذه الأحوال لا تكون إلا بمشاركة البدن.
والأحوال التي للنفس بمشاركة البدن على أقسام : منها ما يكون للبدن أولا ولكن لأجل أنه ذو نفس ، ومنها ما يكون للنفس أولا ولكن (٢) لأجل أنها فى بدن ، ومنها ما يكون بينهما بالسوية. فالنوم واليقظة والصحة والمرض أحوال هى للبدن ومبادئها منه ، فهى له أولا ، ولكن إنما هى للبدن بسبب أن له نفسا. وأما التخيل والشهوة والغضب وما يجرى هذا المجرى فإنها (٣) للنفس من جهة ما هى ذات بدن ، وللبدن من جهة (٤) أنها لنفس البدن أولا ، وإن كان (٥) من جهة ما النفس ذات بدن ، (٦) لست أقول من قبل البدن ، وكذلك الهم والغم والحزن والذكر (٧) وما أشبه ذلك ، فإن هذه ليس فيها ما هو عارض للبدن من حيث هو بدن ، ولكن هذه أحوال شىء مقارن للبدن لا تكون إلا عند مقارنة البدن ، فهى للبدن من قبل النفس ، إذ هى للنفس أو لا وإن كانت (٨) للنفس من قبل ما هى ذات (٩) بدن ، لست أقول من قبل البدن. وأما الألم من الضرب ومن تغير المزاج فإن العارض فيه موجود فى البدن ، لأن تفرق الاتصال والمزاج من أحوال البدن من جهة ما هو بدن ، وأيضا موجود فى الحس الذي يحسه من جهة ما يحسه ولكن بسبب البدن ويشبه أن يكون الجوع والشهوة من هذا القبيل. وأما التخيل (١٠) والخوف والغم والغضب فإن الانفعال الذي تعرض به (١١) يعرض أولا للنفس ، وليس الغضب والغم (١٢) من حيث هو غضب أو غم (١٣) انفعالا من الانفعالات المؤلمة للبدن ، وإن كان يتبعه انفعال بدنى مؤلم للبدن ، مثل اشتعال حرارة أو خمودها وغير ذلك. فإن ذلك ليس نفس الغضب والغم ، بل هو أمر (١٤) يتبع الغضب والغم. ونحن لا نمنع أن يكون أمر (١٥) الأخلق به أن يكون للنفس من حيث هى (١٦) فى (١٧) بدن ثم تتبعه فى البدن
__________________
(١) فيكون : + هو د. (٢) ولكن : + يكون ك.
(٣) فإنها : فإنه ف ، ك.
(٤) من جهة : ساقطة من م
(٥) كان : + للنفس ك.
(٦) ما النفس ذات بدن : ما النفس دون بدن د ؛ ما النفس ذو بدن ف ؛ ما هو ذو بدن ك.
(٧) والذكر : ساقطة من ك.
(٨) كانت : كان د ، ك.
(٩) ما هى ذات : ما هو ذو د ، ف ، ك.
(١٠) وأما التخيل : ساقطة من ف
(١١) به : له ما ك ؛ بها م.
(١٢) والغم : أو الغم ف
(١٣) أو غم : وغم ك ، م.
(١٤) هو أمر : أمرا ف ؛ أمر م.
(١٥) أمر : الأمر ك
(١٦) هى : هود ، ف ، ك
(١٧) فى ساقطة من م.