عاقلة لها بالفعل التام ، أو تكون لها خزانة تخزنها فيها ، وتلك الخزانة إما ذاتها وإما بدنها (١) أو شىء بدنى لها. وقد (٢) قلنا : إن بدنها وما يتعلق ببدنها مما لا يصلح لذلك ، إذ لم يصلح أن يكون محلا للمعقولات ، ولا صلح (٣) أن تكون الصور العقلية ذات وضع وكان اتصالها بالبدن يجعلها ذات وضع ، وإذا صارت فى البدن وضع (٤) بطل (٥) أن تكون معقولة. أو نقول : إن هذه الصور (٦) العقلية أمور قائمة فى أنفسها ، كل صورة منها نوع أمر (٧) قائم فى نفسه ، والعقل ينظر إليها مرة ويغفل عنها أخرى ، (٨) فإذا نظر إليها تمثلت فيه ، وإذا أعرض عنها لم تتمثل ، فتكون النفس كمرآة وهى كأشياء خارجة ، فتارة تلوح فيها وتارة لا تلوح ، وذلك بحسب نسب تكون بين النفس وبينها ، أو يكون المبدأ الفعال يفيض على النفس صورة بعد صورة بحسب طلب النفس ، وأن يكون إذا أعرضت عنه انقطع الفيض. فإن (٩) كان هذا هكذا فلم لا تحتاج كل كرة إلى تعلم من رأس.
فنقول : إن الحق هو القسم الآخر ، وذلك أنه من المحال أن نقول إن هذه الصورة موجودة فى النفس بالفعل التام ولا تعقلها بالفعل التام ، إذ ليس معنى أنها (١٠) تعقلها إلا أن (١١) الصورة موجودة (١٢) فيها ، ومحال أن يكون البدن لها خزانة ، ومحال أن تكون ذاتها خزانتها ، إذ ليس كونها خزانة لها إلا أن تلك الصورة معقولة موجودة فيها وبهذا تعلقها. وليس كذلك الذكر والمصورة ، فان إدراك هذه الصورة ليس لها ، بل حفظها فقط ، وإنما إدراكها لقوة (١٣) أخرى ، وليس وجود الصورة المذكورة والمتصورة (١٤) فى شىء هو إدراك ، كما ليس وجود الصور المحسوسة (١٥) فى الشىء (١٦) هو حس ، ولذلك ليست الأجسام وفيها صور (١٧) المحسوسات
__________________
(١) وإما بدنها : أو بدنها ك.
(٢) وقد : فقد م.
(٣) ولا يصلح : ولا يصلح ك ، م.
(٤) وضع (الثانية) : ساقطة من م
(٥) بطل : بطلت د.
(٦) الصور : الصورة م.
(٧) أمر : آخر ك
(٨) أخرى : ساقطة من د ، ك ، م.
(٩) فإن : وإن ك.
(١٠) أنها : أنه د ، ك.
(١١) موجودة ... الصورة : ساقطة من م.
(١٢) أن (الأولى) : له فى د.
(١٣) لقوة : بقوة ك.
(١٤) والمتصورة : والمصورة ف.
(١٥) الصور المحسوسة : صورة المحسوسات د ، ك
(١٦) الشىء : شىء ف
(١٧) صور : صورة ك.