الأقاويل الكلية أن مبدأ ذلك قوة واحدة. وأما اختلاف أفعالها التي من باب الملكة بالجنس كالإدراك والتحريك أو كإدراك (١) وإدراك ، فذلك مما بالحرى أن يفحص عنه فاحص ، فينظر مثلا هل القوى المدركة كلها قوة واحدة ، إلا أن لها إدراكات ما (٢) بذاتها هى العقليات وإدراكات ما بآلات مختلفة بسبب اختلاف الآلات. فإن كانت العقليات والحسيات مثلا لقوتين ، فهل الحسيات كلها التي تتخيل من باطن والتي تدرك فى الظاهر بقوة (٣) واحدة ، وإن (٤) كانت التي فى الباطن لقوة أو لقوى ، (٥) فهل التي فى الظاهر لقوة واحدة تفعل فى آلات مختلفة أفعالا مختلفة. فإنه ليس بممتنع (٦) أن تكون قوة واحدة تدرك أشياء مختلفة الأجناس والأنواع ، كما هو مشهور من حال العقل عند العلماء ومشهور من حال الخيال عندهم ، بل (٧) كما أن المحسوسات المشتركة التي زعموا (٨) أنها العظم والعدد والحركة والسكون والشكل قد تحس بكل واحدة (٩) من الحواس أو بعدة منها وإن كانت بوساطة (١٠) محسوس آخر. ثم هل قوة التحريك هى قوة الإدراك ، ولم لا يمكن ذلك. وهل قوة الشهوة بعينها هى قوة الغضب ، فإذا صادفت اللذة انفعلت على نحو ، وإن صادفت الأذى انفعلت على نحو آخر ، بل هل الغاذية والنامية والمولدة شىء (١١) من هذه القوى ، فإن لم تكن فهل هى قوة واحدة ، حتى إذا كان الشىء لم يتم تصوره حركت (١٢) الغذاء إلى أقطاره على هيئة وشكل ، فإذا استكمل حركت (١٣) ذلك التحريك بعينه. إلا أن الشكل قد تم ولا يحدث (١٤) شكل آخر ، والعظم قد بلغ مبلغا لا تفى القوة بأن تورد من الغذاء فيه أكثر مما يتحلل منه فيقف. وهناك يفضل من الغذاء فضل يصلح (١٥) للتوليد فتنفذه (١٦) إلى أعضاء التوليد ، كما تنفذ الغذاء إليها لتغذوها به ، لكنه
__________________
(١) أو كإدراك : وكإدراك ف.
(٢) ما (الأولى) : ساقطة من ف.
(٣) بقوة : لقوة م
(٤) وإن : فإن م.
(٥) لقوى : قوى ف ، م.
(٦) بممتنع : يمتنع ك ، م.
(٧) بل : ساقطة من د
(٨) زعموا : يزعمون ف ، ك ، م.
(٩) واحدة : واحد ك.
(١٠) بوساطة : بواسطة ك ، م.
(١١) شىء : شيء ف.
(١٢) حركت : حرك د ، ك ، م.
(١٣) حركت : حرك د ، ك ؛ ساقطة من م.
(١٤) ولا يحدث : فلا يحدث ف.
(١٥) يصلح : يصح ف.
(١٦) فتنفذه : لتنفذه ك.