ذاته لون (١) فإذا أضاء اشتدت إضاءته حتى يبهر البصر فلم يميز اللون ، ومنه ما يكون له مكان اللون الضوء وهو الشىء الذي يكون الضوء له طبيعيا لازما غير مستفاد ، وبعض الأشياء مختلط (٢) الجوهر من ذلك الأمر ، إما اختلاط تركيب أجزاء مضيئة وأجزاء (٣) ذوات ألوان كالنار ، وإما اختلاط امتزاج الكيفيات كما للمريخ ولزحل. (٤)
وليس يمكننى أن أحكم فى أمر الشمس الآن بشيء فقد عرفنا حال الضوء (٥) وحال النور وحال اللون (٦) وحال الإشفاف. فالضوء (٧) هو كيفية هى كمال بذاتها للشفاف من حيث هو شفاف ، وهو أيضا كيفية ما للمبصر بذاته لا بعلة (٨) غيره. ولا شك أن المبصر بذاته أيضا يحجب عن إبصار (٩) ما وراءه ، والنور كيفية يستفيدها (١٠) الجسم غير (١١) الشفاف من المضيء فيكمل بها الشفاف شفافا بالفعل. واللون كيفية تكمل بالضوء من شأنها أن يصير الجسم مانعا لفعل المضيء فيما يتوسط ذلك الجسم بينه وبين المضيء. فالأجسام مضيئة وملونة وشفافة.
ومن الناس من قال : إن من الأجسام ما يرى بكيفية فى ذاته (١٢) ومنها ما يرى بكيفية فى غيره ، (١٣) وجعل القسم الآخر (١٤) هو الشفاف. وأما القسم الأول فقد جعله أولا قسمين : أحدهما ما يرى فى الشفاف بذاته (١٥) وبحضوره وهو المضيء ، وثانيهما ما ليس كذلك. ثم قسم (١٦) هذا بقسمين : أحدهما ما يشترط فى رؤيته الضوء مع شرط المشف وهو الملون ، والثاني ما يشترط فى رؤيته الظلمة مع شرط المشف كالحيوانات التي تلمع فى الليل من حيث تلمع كاليراعة ، وبعض الخشب المتعفن (١٧) وبعض الدود. وقد رأيت أنا بيضة دجاجة بهذه الصفة ، وجرادة ميتة بهذه الصفة ، وصرارة ميتة بهذه الصفة. (١٨)
__________________
(١) لون : لون لون م. (٢) مختلط : مختلطة ك.
(٣) وأجزاء : أجزاء م (٤) ولزحل : والزحل ك.
(٥) الضوء : الصور م.
(٦) وحال اللون : ساقطة من
(٧) م فالضوء : والضوء م.
(٨) لا بعلة : لا لعلة د ، ف.
(٩) إبصار : إبصارنا م
(١٠) يستفيدها : يستفيد د
(١١) غير : الغير د ، ف ، ك.
(١٢) ذاته : ذاتها د ، ك.
(١٣) غيره : غيرها د ، ك
(١٤) الآخر : الأخير ف ، م.
(١٥) بذاته : لذاته ف ، م.
(١٦) قسم : قسموا د ، ك.
(١٧) المتعفن : المتعفص م.
(١٨) وصرارة ... الصفة : ساقطة من ك.