وتصوراتهم الخاصة بهم عن الحضارة الإنسانية والاختلاف الحضاري حيثما حلّوا.
في دورتها هذه كما في دوراتها السابقة تواصل الجائزة التوقعات المتفائلة لمشروع تنويري عربي يستهدف إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي من خلال تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية التي تنتمي إلى أدب الرحلة والأدب الجغرافي بصورة عامة ، من جهة ، وتشجيع الأدباء والكتاب العرب على تدوين يومياتهم المعاصرة في السفر ، وحض الدارسين على الإسهام في تقديم أبحاث ودراسات رفيعة المستوى في أدب الرحلة.
* * *
مكتبة عربية لأدب الرحلة ... من كان يصدق؟ موسيقى لا تهدأ ، وصخب لا ينتهي ، وسطور الرحالة مدونات هي لوحات فنية مدهشة ومشاعر حميمة وخلجات وجدانية فياضة ، خواطر وانطباعات وصور ترصد المرئيات ، حدس شاعري وابتكار فني وجمال في التعبير ، خيال يعانق الواقع ويوقظ الذاكرة فيأتي بالممتع والمدهش. مرايا تتعاكس ، بلدان قريبة وبعيدة ، أماكن جديدة وزوايا لم تستكشف يرتادها عاشق مغامر كما يسري تحت جناح الليل للقاء الحبيبة. وهو لا يكتفي بعناقها والبوح بمكنونات قلبه وفكره إليها ، بل يستغرق في ملامحها ، يناجيها ويسعد باستجلاء خفاياها وكأنه يتأمل نفسه في مراياها ... تلك هي الرحلة ، ومن هنا يبدأ الاكتشاف والتغيير ، اكتشاف المكان واكتشاف الذات سعيا وراء فهم حقيقي لها. هكذا تنبثق الرؤى من معاشرة المدن والأنهار والجبال ، وترتسم في صياغات جديدة للوجدان والنظر والتعبير في نصوص حية عابرة للزمان كما هي عابرة للمكان.
* * *