له لأنه فارغ. وفي جوانبه طاقات بأبواب الزجاج الصافي ، يرى منها الطرق والدنيا والناس. وإن شاء فتحها إن لم يخف من حر ولا برد ولا غبار ونحوه ، وإن خاف من شيء من ذالك أغلقها ويبقى له الضوء والنظر. وعلى كل منصبة مضربة (١) صغيرة ليجلس عليها الجالس. وفيه محال لإنزال بعض الحوائج الخفيفة ، وكله من الخشب الجيد الصافي أرضه وجوانبه وسقفه. فهو في الحقيقة بيت من البيوت ، لا يخاف راكبه من ريح ولا مطر ولا شمس ولا حر ولا برد لأنه داخل بيته. وإن أراد أن يخفي نفسه ولا يعرفه أحد ، فيرخي من داخله على الطاقات ستورا معدة هنالك ، ويطلقها إذا تأذى بشعاع الشمس ونحوه.
وبخارجه من قدام موضع لجلوس الذي يسير الدواب التي تجره ، وبمؤخره خارجه أيضا موضع آخر يجلس فيه خادم معين للمسير أو خديم الراكب ، وارتفاعه من الأرض بمقدار ذراعين (٢) ، وهو مرفوع على كراريط (٣) لطاف تربط من مقدمها بالخيل التي تجر واحدا أو أكثر. وقد يكون ركوب المسير على واحد من الخيل التي تجر ، وبيده سوطه الذي يزجر به الدواب فتعدوا عدوا سريعا ، فيكون مشيه في غاية السرعة يضاهي إغارة الخيل.
ومنها شكل مستطيل يسع عددا كثيرا من الناس قد تكون وجهتهم واحدة ، وقد يكون غرض أحدهم في أثناء الطريق فينزله حيث أراد ، ويحمل غيره من هنالك إن كان. وغالب من يركبه جماعة متئالفون كالرجل وزوجته وأولاده وأقاربه أو هو وأصحاب له ليبقوا مجتمعين في محل واحد. وقد يكون هذا الشكل بطبقتين إحداهما فوق الأخرى ، وقد يكون بقطعات منفصلة من بعضها بعضا. وقد يجعل على ظهره من فوق حوائج المسافر وأمتعته مغطاة بما يكنها من المطر ونحوه. ومنها شكل آخر يسع اثنين فقط وفيها أشكال أخر.
__________________
(١) ويجب قراءتها هكذا «مضربة» بالراء المشددة وهي الفراش الذي قد يستعمله المغاربة للجلوس أو النوم أو لهما معا ، وقد تكون صغيرة أو متوسطة أو كبيرة الحجم حسب الحاجة. (المعرب) ، انظر :
Hans Wehr, p. ٠٤٥.
(٢) «الذراع» ، وحدة عربية للقياس ، وتبلغ حوالي نصف متر.
(٣) مفردها كريطة ، وأصلها من الإسبانية (carreta). وهي العربة الصغيرة ذات العجلتين ، انظر : ١٦٤ : ٢Dozy ، وكذا : الغساني ، افتكاك ، ص. ٣٩.