ألواح حتى تكون على قدر الأرجل ، وإلا فتكون صغيرة بتداخل الأرجل والاكتفاء بالطبلة الأصلية من غير زيادة. فهي تقبل التصغير والتكبير بحسب الآكلين ، فتكون بحيث يجلس عليها أربعة مثلا ، ثم تصير بحيث يجلس عليها عشرة وأكثر. ثم يفرشون عليها ثوبا أبيض في غاية النظافة يسترها كلها ، ثم ينزلون لكل واحد ماعونا صغيرا فارغا فيه فوطة بيضاء مطوية ليجعلها على حجره ، ومعه قطعة من الخبز وملعقة من الفضة وسكين صغيرة وشوكة صغيرة بثلاثة أسنان ، وذالك من الفضة في الغالب.
ثم يصففون على الطبلة أواني الفواكه والحلاوات ، وربما زادوا مع ذالك صفا آخر من محابق النوار ، ويجعلون لكل واحد زجاجة من الماء معها كأسها ليصب فيه من الزجاجة ويشرب. فأما الزجاجة فقد يشركون اثنين في واحدة ، وأما الكأس فلا يكون إلا كل واحد بكأسه ، ولا يشرب أحد فيما شرب فيه آخر في ذالك المحل. ويرون أن ذالك أبلغ في النظافة ، وإن كان الجالس من قومهم زادوه زجاجة خمر معها كأسها. ثم يصففون أيضا لكل اثنين أو ثلاثة إناء من زجاجتين صغيرتين ملتصقتين ، في إحداهما ملح وفي الآخر الفلفل الذي نسميه الابزار مسحوقا ، وفيه ملعقة لطيفة جدا يؤخذ بها منه لأنهم لا يطبخون أطعمتهم بالملح ، وعند الأكل كل واحد يملح على قدر شهوته.
ثم يأتون بطاس من نحاس مموه مثقوب الجوانب إما مستدير وإما مستطيل ، عليه مغصة مبسوطة ، وفي قعر الطاس قطعة من شمع فيوقدونها ويجعلون ذالك الغطاء فوقها وينزلون عليها مواعين الطعام ليبقى سخنا ، فيجعلون واحدا في هذا الجانب وءاخر في الجانب الآخر. ثم يصففون الشوالي مع جوانب الطبلة. على عدد الجالسين ، ويبقى الخدمة يهيئون في هذه الطبلة نحو ساعتين ، وينزلون خارج الطبلة عددا كثيرا من الطباسيل (١) وما يتبعها من المعاليق والسكاكين والمشاوي.
فإذا وصل الوقت ، فيأتي الآكلون ويجلسون على شواليهم ، والخدمة واقفون على رءوسهم ، فينزلون لكل واحد طويسة من الزجاج فيها ماء يغسل به يده ، وفويطة أخرى يمسح بها يده. ثم يجعل الفويطة الأولى على حجره ، ويجعل الملعقة وما معها
__________________
(١) مفردها طبسيل ، وهو الإناء المخصص للأكل : بالفرنسية بلاطو هكذا (Plateau). انظر : ٢٠ : ٢Dozy (المعرب).