وحدها ومع غيرها. ومنها الترفاس (١) وهو عندهم أسود ، والغالب أنهم يضيفون له في طبخه شيئا من الرّب ويحشون به بطن دجاجة الهند ، ولها عندهم كذالك ثمن غزير ، أخبرني بعضهم أنها تباع كذالك باثني عشر ريالا ، وانظر كم تبلغ هذا الثمن. ومنها الفقاع الذي ينبت عندنا وحده ولهم به اعتناء كبير ، يجعلونه وحده أو مع غيره. ولهم طبيخ من التفاح بالسكر. ومن خضراواتهم النيئة : الكرافس والنبات المعروف عندنا بكروينش والخس وفجل صغير جدا وحبات الزيتون أخضر ، ولا تخطيهما مائدة (٢).
وكل هذا من أنواع الشلايظ (٣) ، لاكن لا يركّبونه. ويحضرون أيضا بصيلات صغارا منقعات في الخل مع فلفلة خضراء ، وأما البصل الكبير فلا اعتناء لهم به وهو قليل عندهم.
ولحومهم البقر والغنم ، والكل قد بلغ غاية الغاية من السمن خصوصا العجول. ولهم على تسمينها باعث مخصوص ، وهو أن لهم موسما بكل عام يسمونه الكرنوال (٤) ، وهو عيد ثلاثة أيام يلعبون فيه ويشوهون أنفسهم بأن يتزوا بزي فيه
__________________
(١) ينمو الترفاس في المغرب بطريقة طبيعية في المناطق الغابوية في الشمال ، وكذا في جبال الأطلس المتوسط ومنطقة سوس. وأشار جاكسون إلى ارتفاع الطلب عليه كلما حلت أوقات نضجه ، وأنه قد «يباع بثمن أعلى من ثمن العنب ، أو غيره من بقية الفواكه والخضر» انظر :
Account, p. ٦٧; Dozy ١ : ٥٤١.
(٢) الفقاع ، والكرافس ، وكروينش وغيرها ، أسماء من العامية المغربية للخضروات وما إليها من النباتات الصالحة للاقتيات انظر :
H. P. J. Renaud et G. S. Colin, Tuhfat al ـ Ahbab : Glossaire de la matie؟re me؟dicale marocaine) Paris, ٤٣٩١ (, passim.
(٣) لفظة ربما أصلها إسباني : أنسلادا (ensalada) ، أو من الفرنسية : سلاد (salade) ، والتي دخلت إلى العامية المغربية ، وبالمفرد شلاظة ، وهي السلطة بالعربية الفصيحة (المعرب).
(٤) يقصد الكرنفال (carnaval) ، وأصلها من اللاتينية كارن (carn) أي لحم ولفار (Lavare) أي فعل رفع. ويتعلق الأمر هنا بمهرجان احتفالي يسود فيه اللهو وينعقد قبل حلول فترة الصوم الكبير (care؟me) ، ويرتدي خلاله الباريزيون من مختلف الطبقات الاجتماعية ملابسهم الخاصة بالكرنفال ويمرون عبر الشوارع صاخبين منتشين بما شربوه من الخمور. غير أن الصفار لم يشاهد