يشبهه مرصعة بأحجار اليامنض ، وربما تلوي مع تلك الذؤابة حبلا من الجوهر وقد تجعل حبلا من الجواهر والأحجار دائرا مع جملة الرأس. وبعضهن يجعلن على رءوسهن خمارا رقيقا من الحرير قد علقت بأطرافه أحجار وجواهر ، وهذا إنما تفعله العجايز. وأما الشواب فيتركن رأسهن مكشوفا في أحسن منظر ، أو بإحكام تسريح الشعر وعطفه على جانبي الناصية ، تبقى الجبهة كأنها القمر ، وتجعل على جانبي رأسها وردتين مصنوعتين معهما شيء من النور وتلصق ذالك مع الشعر.
ويجعلن في عنقهن قلادة من فاخر الدرر النفيس الصافي المحكم الاستدارة ، ثمن الحبة الواحدة منه نحو ستين ريالا. وتجعل على صدرها صفيحة مرصعة بالأحجار النفيسة ، وتجعل في يديها سوارا من ذهب مرصع بالأحجار مع خيوط من الجوهر. وغالب أحجارهم اليامنض الفاخر النفيس الصافي الذي يخطف شعاعه الأبصار. ولا يستعملون من الجوهر رديّه ، وإنما يستعملون اللؤلؤ الصافي المدور. وهذه اللبسة إنما هي عندهن في مثل هذا الموضع حيث يجتمعن للفرجة ، وأما في الأزقة والطرقات ، فإنها تستر جميع بدنها حتى كفيها تجعل لهما غلافين ، وإنما تترك مكشوفا وجهها فقط.
ثم بعد أن اجتمعوا في القبة المذكورة ، حضر أصحاب الآلات والموسيقي ، فتصدر صف من البنات لابسات ثيابا بيضا جالسات على شواليهن بيد كل واحدة كتابها ، وجلس خلفهم الرجال بيد كل واحد آلته ، فأخذوا بالطرب والغنا بلغاتهم.
ويتقدمهم شيخ كبير بيده قضيب يشير لهم به إلى إخفاء الصوت وإجهاره. ويضربون في آلاتهم قليلا ثم يسكتون ، ويجعلون ينظرون في تلك الأوراق التي أمامهم ، ثم يعودون لها وهكذا. والحاصل آلاتهم وغناؤهم لا يطربنا ولا يهزنا ، فبقينا معهم هنيّة ثم انصرفنا عنهم وتركناهم :
في مجلس ضحكت أرجاؤه طربا |
|
لأنه ببديع الزهر مفروش |
يقولون هذه أم عمر قريبة |
|
دنت بك أرض نحوها وسماء |
ألا إنما قرب الحبيب وبعده |
|
إذا هو لم يوصل إليه سواء |
ومن الغد حضّوا علينا في الحضور بتياتروهم ، ولم نكن رأينا قبل ذالك ولا