الملح : أحد وسبعون مليونا وأربعماية ألف وثمانية وثمانون ألفا. ومن البارود : خمسة ملاين ومايتا ألف وستة وتسعون ألفا. ويدخل عليهم من مكس الخمر الذي يأتي من خارخ فرانسا : ثمانية وتسعون مليونا ومايتا ألف وثلاثة وثلاثون ألفا. ويدخل عليهم من فبريكات السكر التي بفرانسا : عشرة ملاين وسبعماية ألف وأحد وسبعون ألفا. ولهم مداخيل أخرى غير هذه ، جلها المدفوع فيها شيء قليل ، ومن كثرة الدافعين يجتمع العدد الكثير.
وحاصل داخلها وخارجها على ما فسره لي الترجمان من تلك الأوراق ، أن الداخل : مليار وثلاثماية مليون وثلاثة ملاين وستماية ألف وأربعة وثمانون ألفا وماية وأربعة ثلاثون. وأن الخارج : مليار وثلاثماية مليون وسبعة وسبعون ألفا وثمانماية وتسعة وثمانون. فيفضل لهم : ثلاثة ملاين وستماية ألف وستة آلاف ومايتان وخمسة وأربعون ، انتهى.
وليس لهم بيت مال يجمعون فيه المال كما عندنا ، بل يقدرون الداخل والخارج ويسوّون بينهما أو يفضل الشيء اليسير. وإن قصر الداخل عن القيام بالخارج ، استنبطوا وجوها أخر للداخل ، حتى يكون فيه كفاية قيام بالخارج. وإن فضل من الخارج كثيرا ، أسقطوا البعض من وجوه مداخلهم. وسمعنا عنهم في هذا العام ، أنهم أسقطوا عن قبائل إيالتهم خراجا كانوا يؤدونه ، لأن مدخولهم الآن صار يفي بالخارج ويفضل منه.
ولا يستطيع رؤساء الدولة أن يخفوا شيئا من ذالك ، أو يزيدوا فيه وينقصوا منه من قبل أنفسهم. لأن أهل القمرة الصغيرة ، وهم وكلاء الرعية ، أول ما يبتدءون به في القمرة أنهم يحاسبون الدولة على الداخل والخارج في العام الفارط. ومن وجوه استنباطاتهم ، أن كل من يقبض وظيفة من عسكريين أو غيرهم ، يأخذون له من وظيفته شيئا يسيرا لا يتأثر به كواحد من ماية. ويجتمع من ذالك مال ، ويعدونه لمن حصل له عذر ومنعه من القيام بما هو مكلف به ، ويعطون لكل جنس مما أخذ من جنسه ، فإن لم تكن فيه كفاية له ، كملوا له كفايته من الخزنة.
ولا يستغرب وجود هذا المال عندهم ، فإن مالهم كثير لحرصهم على التكسب وجمع المال ، ولا اهتمام لهم إلا به. وكل وجه من وجوه مداخلهم كثير الفائدة ، من تجارة وصناعة وزراعة وغير ذالك. لأنهم يضبطون أمورهم في ذالك غاية الضبط ، حتى أن عندهم من اخترع صنعة لا يزاحمه غيره في عملها. ومن ظهرت على يده