ومصر والشام والعراق وفي المسافات التي تفصلها ، فإن اهتمام مؤلفيها انصب على معالم جديدة عليهم ومظاهر وأمثلة ومعطيات ونظم وأشخاص من صميم البلدان التي حلوا بها ، وهو ما أثرى تجاربهم الشخصية.
ولما كانت قلّة من المتخصصين والباحثين في التاريخ الوسيط قد تناولت بالدرس مجالات الحياة في المشرق العربي من خلال الرحلات المغربية والأندلسية ، فلا بد من الإشادة هنا بهذا الجهد العلمي المركز الذي تناول رحلات المغاربة والأندلسيين إلى المشرق بالدراسة والتعريف والتحليل واستخلاص النتائج. ومن جريدة الكتاب يمكن للقارىء أن يلاحظ ما اعتمد عليه الدارس من مصادر ذات أصول ومشارب متنوعة. ساعدته على استكشاف وتركيز تلك الصورة التي رسمها الرحالون المغاربة والأندلسيون للمشرق العربي في العصور الوسطى. وكما جاء في بيان لجنة التحكيم فقد أنجز الدارس عمله ببحث دؤوب وذهن متقد ، وعقلية منفتحة وموضوعية لافتة للانتباه ، فاستحق على هذا العمل العلمي الممتاز جائزة ابن بطوطة للدراسات في أدب الرحلة.
د ـ جائزة اليوميات :
* لا شيء .. لا أحد
يوميات في الشمال الأوروبي
فاروق يوسف
هذا هو الكتاب الأول الفائز بجائزة ابن بطوطة لكتابة «اليوميات» مؤلفه شاعر وناقد تشكيلي عراقي مقيم في السويد ، ويومياته هذه تعكس الداخل الإنساني الهارب من صقيع المنفى الأوروبي وجهنم مسقط الرأس إلى عالم الذات في اتساق الخارج مع الداخل. «لا شيء .. لا أحد» كتاب من الجمال الطبيعي ، يخلو من لعبة التلفيق ، ليهب قارئه أوقاتا من الصفاء الحقيقي. وإذا كانت كتابة اليوميات فنّا يقع في خانة التأريخ لليومي والشخصي ، متقاطعا مع حياكات مجتمعية وتاريخية