والكائنات ، نفسها ، يصيبنا بالعمى» نحن نسافر ، فنحن «لا ندرك ، وإن كنا نعلم» أن الكون مليء بالشغف والأساطير الحية ، إلا عندما نسافر.» ، فالسفر بهذا المعنى ، ومن خلال هذه الرؤية الشفافة والعميقة بحث عن الحرية. إنه ، أيضا ، محاولات متكررة لاستكشاف الذات من خلال استكشاف العالم ، والتعبير عن الألم الشخصي من خلال لمس ألم الآخر المجهول ، والخلاص من خلال البحث عن أمل جديد ف «للسفر وجوه! والوجه الذي يهمنا هو الذي يجعلنا نتشبّث بمشاهد الكون ، وكأنها لم تكن إلا لنا».
بهذه الرؤية النافذة يكتب المسافر ، وقد سافر مغامرا لئلا يريد أن يعود بالوعي الذي بدأ به. فالرحالة بالنسبة إليه «لا يجوب العالم بحثا عن الصورة ، وإنما عن الجوهر.» ، ولأجل هذا السمو الروحي في التعبير عن الأرضي ، والبراعة في الكتابة حاز كتابه ، بامتياز ، على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لسنة ٢٠٠٦. وترى فيه لجنة التحكيم إضافة حقيقية إلى أدب الرحلة المعاصر ، ولعله أن يكون من تلك الكتب التي ستبقى طويلا في أيدي القراء.
ج ـ جائزة الدراسات في الأدب الجغرافي :
* صورة المشرق العربي
في كتابات رحالة الغرب الإسلامي
في القرنين السادس والثامن الهجري ١٢ و ١٤
د. عبد العزيز الجحمة
دراسة بانورامية قيمة لصورة المشرق العربي من خلال مدونات الرحلات المغربية والأندلسية التي تتجاوز محتواها كمجرد مذكرات ، إلى كونها مصدرا من مصادر التأريخ للمشرق العربي في ثقافاته وحضاراته الإنسانية المختلفة ، بحيث إن الرحلات المذكورة تعتبر ـ من هذه الناحية ـ تأريخا لما أهمله التاريخ. ولما كانت هذه الرحلات من إنتاج مغاربة ، بينما أحداثها جرت في مسرح بيئات أخرى مشرقية كالحجاز