وجه أكبر إمبراطورية في الشرق دفاعا عن شعب أرهقته المظالم ، وأنهكته الحملات العسكرية المتوالية التي طالما شنها عليه الحكام والولاة العثمانيون.
والميزة التي لا تقل أهمية عما سبق هي اللغة التي كتب بها هذا النص ، وما تحمله من دلالات تعكس المستوى الذي انحدرت إليه أساليب الكتابة في زمن تفشّى فيه الجهل والتجهيل بين الخاصة والعامة على السواء.
أخيرا ولعل من الضروري الإشارة إلى أن اللغة التي كتبت بها الرحلة تغري المعنيين بالدراسات اللغوية بالنظر في تطور اللهجات المحكية في بلاد الشام خلال القرون الأربعة الأخيرة ، وما طرأ عليها من تغيير ، وما حملته من مصطلحات ، وما خالطها من مفردات مستحدثة أو معرّبة.
اختارت لجنة التحكيم هذا النص للفوز بجدارة بجائزة ابن بطوطة لتحقيق المخطوطات لسنة ٢٠٠٦ لكونه يعتبر كشفا علميا وتاريخيا اجتهد محققه في كشفه وتحقيقه وزوده بمقدمة ضافية تلقي ضوءا على نص لا غنى عنه لكل قارىء مهتم.
ب ـ جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة :
* قراءة العالم
رحلات في كوبا ، ريو دي جانيرو ، مالي ، لشبونة ، والهند الأوسط
خليل النعيمي
حاز هذا الكتاب على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لخصوصية الرؤية والتجربة والكتابة التي اجتمعت لصاحبه بين دفتيه. فالرحالة هنا ليس سائحا وكتابه ليس دليلا للسائحين. إنما «الرحّالة قارىء! لكنه لا يقرأ الكلمات ، وإنما العلامات.» بهذا الوعي يكتب الرحالة والروائي خليل النعيمي كتابا جديدا في السفر. ٦ نصوص عن ٦ رحلات قام بها الكاتب حول العالم غطت أربع قارات ، ووقفت على جغرافيات الأرض والناس ، وعلى الروح الإنساني بصفته كلا لا يتجزأ مهما اختلفت اللغات وتباينت التجارب والأعراق. لأن «التعوّد على رؤية الأشياء ،