السلطاني بوسلهام بن علي في العرائش وبالوزير محمد ابن إدريس في القصر السلطاني (١).
وفي غضون ذلك ، تزايد تحمس الحكومة الفرنسية للسفارة المغربية ، خاصة وأن فوائدها السياسية أصبحت واضحة المعالم. لأن حلول سفير مغربي بالديار الفرنسية ، سيقدم للرأي العام الفرنسي الذي كان يعيش نوعا من الانقسام ، الدليل القاطع على أن الأهداف المتوخاة من حرب الجزائر الطويلة الأمد والباهظة التكاليف قد تم بلوغها. وفي هذا الصدد كتب ليون روش ما يلي : «على الإمبراطور أن يقدم لملكنا سلاحا فعالا يمكنه من الصمود أمام الرأي العام لرعيته ، والسلاح المطلوب هو السفير» (٢). وأيضا كانت في ذهن ليون روش نظرة أخرى عن المغرب ، البلد الذي أدّب وروّض ، وبالتالي ألحق هو أيضا ، بصفوف الدول الإسلامية الخاضعة منذ زمن إلى فرنسا. وعبر روش عن وجهة نظره الخاصة التي تقول إنه قد يأتي اليوم الذي يتحالف فيه السلطان تحالفا مماثلا «لما هو موجود بيننا وبين كل من سلطان القسطنطينية وباشا مصر وباي تونس ... عليكم بالقدوم إلى بلدنا للبحث عن المدربين الذين سيزودون تركيا
__________________
دورا أساسيا في سفارة أشعاش ، حيث كان مرافقا للبعثة المغربية في رحلتها إلى باريز. انظر الملف الخاص عن مساره في :
AAE, Dossier personnel" Le؟on Roches" ، بالإضافة إلى ما يلي :
M. Emerit," La le؟gende de Le؟on Roches"," Revue africaine ١٩, ٠١٤ ـ ١١٤) ٧٤٩١ (: ١٨ ـ ٥٠١, et Le؟on Roches, trente ـ deux ans travers l\'Islam, ٢ vols.) Paris, ٤٨٨١ ـ ٧٨ (.
غير أن هذا الكتاب الذي سجل فيه روش مذكراته لا يغطي الفترة التي تعنينا هنا دراستها.
(١) محمد ابن ادريس (١٧٩٤ ـ ١٨٤٧) كان صدرا أعظم خلال فترة حكم السلطان عبد الرحمن بن هشام ، وشاعرا ممتازا ، وأحد رجال الدولة المحنكين داخل الجهاز المخزني. كان في الأصل وفيا لاتجاهه المعادي لأوربا ، إلا أن موقفه قد تغير بعد هزيمة إيسلي ، فناصر فكرة توجيه سفارة إلى فرنسا. انظر الناصر الفاسي ، «محمد ابن ادريس وزير مولاي عبد الرحمن وشاعره» ، البحث العلمي ، ١ ، (يناير ـ أبريل ١٩٦٤) : ٨٠ ـ ١٥٧.
(٢) AAE / CPM ٤١ / ٢٨١ ، روش إلى ابن ادريس ، ١٢ شتنبر ١٨٤٥. أما عن موضوع النقاشات السياسية التي أثيرت في فرنسا حول حرب الجزائر ، فانظر ما يلي :
F. P. G. Guizot, France under Louis Philippe, ١٤٨١ ـ ٧٤٨١) London, ٥٦٨١ (, pp. ٧١١, ٠٣١.