وكان أدب الرحلة تقليدا مغربيا متأصلا جدا في خلفية محمد الصفار الثقافية ، مما يسّر الشكل المنطقي الذي صب فيه تجربته في ميدان الرحلات. والأهم من ذلك ، هو أن ذلك النهج كان معروفا عند قرائه ، لأن قراءة التوطئة التي افتتح بها رحلته والشبيهة جدا بالعبارات المعهودة في افتتاحيات نصوص الرحلات الحجازية ، كفيلة بمنح هؤلاء القراء مزيدا من الاطمئنان ، كما هو حال غالبية النصوص ذات الطابع التقديسي التي تفتتح دائما بديباجة مطولة من التعاويذ والأدعية المماثلة (١).
__________________
(١) عن أدبيات الرحلة عند العرب ، انظر :
M. Hadj ـ Sadok," Le genre Rihl", Bulletin des e؟tudes arabes ٨, ٠٤) ٨٤٩١ (: ٥٩١ ـ ٦٠٢; GALS ٣, index, s. v. rihla; EI ٢, s. vv." Djughrafiya"," Hadj".
وعن الأسفار والرحلات إلى الغرب ، انظر :
B. Lewis, The Muslim Discovery of Europe) New York, ٢٨٩١ (; I. Abu ـ Lughod, The Arab Rediscovery of Europe : a Study in Cultural Encounters) Princeton, ٣٦٩١ (; Henri Pe؟re؟s, L؟Espagne vue par les voyageurs musulmans de ٠١٦١ ٠٣٩١) Paris, ٧٣٩١ (.
وعن الرحلات الإسلامية ، انظر :
Dictionary of the Middle Ages, vol. ٢١, s. v." Travel and Transport, Islamic", by Richard Bulliet.
بالإضافة إلى العمل بالغ الأهمية الذي أنجزه أندري ميكيل تحت عنوان :
Andre؟Miquel, La ge؟ographie humaine du monde musulman jusqu\'au milieu du ١١ e sie؟cle, ٤ vols.) Paris, ٧٦٩١ ـ ٨٨٩١ (, vol ١, ch. ٤ et vol. ٢, ch. ٧.
وانظر أيضا الهامش ٢٥ سابق الذكر في الصفحات السابقة من هذا الكتاب.
أما عن الكتابات المغربية في موضوع أدب الرحلة ، فانظر ما يلي : عبد السلام ابن سودة ، دليل مؤرخ المغرب الأقصى ، في جزئين ، (الدار البيضاء ١٩٦٠ ـ ١٩٦٥) ، ٢ : ٣٣٣ ـ ٣٧٠. وقد أشار فيه المؤلف إلى حوالي ٢٤٠ عنوانا ، جلها رحلات حجازية غير منشورة. ومن المصادر الأخرى ، محمد الفاسي ، «الرحلة السفارية المغربية» ، في البينة ، ١ ، ٦ (أكتوبر ١٩٦٢) : ١١ ـ ٢٤ ؛ «الرحالة المغاربة ومآثرهم» ، في دعوة الحق ، ٢ ، ٤ (يناير ١٩٥٩) ٢٢ ـ ٢٥ ، وكتب هذا المؤلف نفسه تقديما لكتاب الإكسير في افتكاك الأسير ، لمحمد بن عثمان المكناسي ، نشره محمد الفاسي (الرباط ، ١٩٦٥). وانظر أيضا : M.Lakhdar ,La vie litte؟raire ، بالإضافة إلى محمد المنوني ، المصادر العربية لتاريخ المغرب ، الجزء ١ (الدار البيضاء ، ١٩٨٣) ، والجزء ٢ (المحمدية ١٩٨٩).