وفي حديقة الزوراء ذكر هذه الواقعة سنة ١١٢٤ ه ، وفي كلشن خلفا كانت سنة ١١٢٦ ه ولكن قويم الفرج أقدم المصادر ، وأوسعها ، فرجحنا النقل منه ... هذا ولا يهمنا أن نتعقب كافة الحوادث ، فقد ذكرت ذلك في التاريخ إلا أننا اكتفينا بهذه الواقعة ، فإنها تعين وضع البابان ، وسياسة الحكومة في السيطرة ، ولهجتها في تبرير العمل الذي قامت به وكذا أعيان كركوك والتزامهم جهة البابان ... كما أن هذا النص يعين حالتهم ، وشكوى الإيرانيين منهم مما يعين أنهم من عشائر العراق ... فكان درويش باشا الفريق لم يؤيد قوله بنصوص أقدم مما ذكره في أيام نادر شاه والقجارية ...
وتاريخ الواقعة يعين تكون إمارة بابان ، وظهورها موالية للحكومة ، بحيث ناصرتها ، وأمالتها الى جهتها. ولكن بلباس لم تنقطع علاقتها من العراق إلا أنها لم تكن صاحبة الحول والقول ... وفي تاريخ العراق بيان وقائعهم ، وجاء في تاريخ (جهانكشاي نادري) عن بلباس أنها طائفة كبيرة ، كثيرة العدد ، وأنها من عشائر بلاد الروم (المملكة العثمانية) وقد جهزوا جيشا عليها ، ونكلوا بها. فهي الى هذا الحين (أيام نادر شاه) كانت معدودة من قبائل العراق ، فيرى امتداد الزمن من عهد حسن باشا الوزير. حتى هذه الأيام. وفي تاريخ القجار في حوادث سنة ١٢٢٦ ه إن هذه القبيلة أضرت كثيرا بناحية سلدوز ، وسببت خسارا ، فجهزت الحكومة عليها جيشا للقضاء على غائلتها ، فكان القائد أحمد خان من شيوخ أذربيجان ، وعسكر خان الافشاري ، هاجموها بأمر من عباس ميرزا ، فانتهبوا ما عندها ...
وعلى كل نرى النصوص المذكورة تشير إلى أن هذه القبيلة رأت إيران منحلة ، وشاهدت ضعفها فتمكنت فيها ، فأظهرت قوة ونفوذا ، الأمر الذي دعا أن تتوطن إيران ... وكل ما مر يؤيد أنها كانت تابعة للعراق من أيام السلطان سليمان حتى أوائل القرن الحادي عشر ، وأنها تميل الى إيران
__________________
ـ نسخة خطية نفيسة منه ولم أعثر على غيرها. وهو من تأليف يوسف المولوي المذكور في هامش سابق. ومثله في حديقة الوزراء ـ المؤلف ـ.