محمد (محمد باشا) وكان كاتبه وأكد لي الأستاذ حزني (١) أنها عنده في راوندوز. ووقائعه مشهورة في تاريخ العراق. ولعل في الكتب المذكورة ما يكشف عن إمارة سهران وعلاقة محمد باشا بها.
ومن جملة الوقائع المهمة هناك أن حاكم صوغوق بولاق قد قتل ابن رئيس هذه القبيلة بابيراغا. وهذا لم يهدأ لما ناله ، وصار يهاجم بقبيلته هذه الإمارة للانتقام منها ، فعلم الحاكم إنه سوف تقع أضرار جسيمة إذا لم يؤد الدية عن المقتول ، ويرضي القبيلة. وعلى هذا أعطيت الى بابيراغا قرية لوجين المحتوية على مائتي بيت ، التابعة (صوغوق بولاق) فتمكن هناك. هذا مع العلم بأن فرقة كادرويشي قد انفكت من طائفة منكور ، ولم تتصل بها بل قطعت علاقتها منها ، فصارت تعد من قبائل العراق ، وكان لها قطعة أراض في لاهيجان يقال لها (نلين) حاول الإيرانيون أن يتخذوها وسيلة للتسلط عليهم ... ولم تنقطع علاقة بلباس من إيران ، ولا من العراق ... وكان النزاع لايزال إلى أيام درويش باشا الفريق ...
وكانت الدولة العثمانية تبذل جهودها في جلب قبائل بلباس لجانبها ، وأن الفريق المشار إليه قدم تقريره لوالي بغداد المشير نامق باشا يوصيه بلزوم جلبها وتأليفها. ولا يعلم ما جرى بعد ذلك من وسائل تقريب هذه القبائل ... وبالتعبير الأولى لم تظهر نتيجة ما ...
وهكذا يقال في طائفة بيران من قبائل بلباس ، فقد كان رئيسها قرني اغا قد راجع مدير ناحية كويسنجق لما ناله من الحيف ، فلم يسعف مطلوبه ، وإن إيران بعثت إليه قوة ، وحاولت القضاء عليه إلا أنه قد تفاهم معها ... وأخذت منه رسوما أميرية ... والوقائع مع العشائر المذكورة لا تزال دائبة الى أيام المماليك ، وإلى أيام الفريق درويش باشا وهي ذات علاقة
__________________
(١) كان أديبا فاضلا ، وكاتبا معروفا ، وصحافيا وله مطبعة صغيرة يطبع بها بعض الرسائل ، وكان قد أقام ببغداد مدة وتوفي في عشرين أيلول سنة ١٩٤٧ م ودفن في مقبرة الشيخ معروف ببغداد رحمه الله تعالى.